قلب المتيم كل يذوده

قلب المتيم كل يذوده

عمن تملكه صدوده

وإلى متى لهب الفؤا

د بهجره يقوى وقوده

ما آن أن يرثي لطر

ف من نواه ناىء هجوده

وأتى السهاد كأنه

ظمآن من دمعي وروده

أعمى الهوى قلبي الْمُعَنَّى

والغرام أتى يقوده

والسُّقم وافى زائراً

سُحقاً له ولمن يريده

وارحمتا لمتيم

وافت عواذله تعوده

فرأوه حِلْفَ ضَنىً بضي

ق عن الخطاب بما يفيده

لا يستطيع تَأوُّهاً

لكن تَئِنُّ له بروده

جسَّ الطبيب فلم يجد

من نبضه ما يستفيده

فرثى وقال أرى الفتى

ما فيه من ألم يؤوده

هذي جنايات الغرا

م عليه قد قامت شهوده

ترياقه وَصَلَ الذي

في الحب أسقمه صدودُه

أو طيفه إن زاره

فالطيف قد يجدي وروده

قالوا وإني بالمنا

م وما يواصله رقوده

قال التناسي للهوى

قالوا وهل ينسى شديده

قال التذكر لِلْبِلَى

قالوا وهل يَبْلَى جديدُه

قال التسلِّي بالصِّبَا

قالوا وذا مما يزيده

قال الرياض يزورها

قالوا وهل إلا خدوده

قال التشاغل بالمدي

ح لماجدٍ قد فاق جوده

يزداد وجداً بالندى

والبذل إن زادت وقوده

قالوا عسى عز الأنا

م أردت قال فمن أريده

إنسان عين زمانه

في كل مكرمة فريده

درَّاكُ كل خفية

لم يبق شيء يستزيده

أما العلوم فإنه

في كل تأليفه وحيده

مفتاح بحث مغلق

كشاف مشكلة مفيده

برصانة ورزانة

والذهن ملتهب وقوده

بحر الندى والعلم قد

ظفرت بما تهوى وروده

ذو الرأي في كل الأمو

ر فعنده يُلْفَى سديدُه

قد طاب آباءُ وأب

ناءً كما طابتْ جدودُه

فالفرع مثل الأصل يأ

بَى أن يرى شخصاً يسودُه

قد أحرزوا كل الكما

ل فَمِنْ علاهم نستفيده

والتطم أضحو ما لكي

ه وفيهُم يَحْلو قصيدُه

وإليك أبيات النظا

م أتت لخدمة من يجيده

رقت لرقة خُلْقِ مَنْ

في مدحه نُظِمَتْ عقودُه

فيكاد يرقص رقُّهَا

من رقه ويهز جيده

ويكاد يُدْرِك نشوة

مِنْ حمله أيضاً بريدُه

يغدو يهينهم في الطري

ق بذا الختام ويستعيده

لا زال مَنْ في مدحه

نُظِّمت طالعةً سعودُه