قلب بداء ذنوبه مجروح

قلب بداء ذنوبه مجروح

يغدو بما لا أرتضي ويروح

أعمى بصيرته وسد مسامعاً

منه أليس به النصيح يصيح

شيب وضعف في القوى مَعْ غُرْبَةٍ

بُعْدٌ أصاب أحبَّتِي ونزوح

قد ضم أحبابي وأترابي ومن

عاشرته بعد الممات ضريح

كانوا هم الأعيان يشرح قربهم

قلبي فلا شرح ولا مشروح

والقلب مات وصار صدري قبره

فعسى يعود له هنالك روح

وليس الحيا يحييه لكن مقلة

يسقيه منها دمعها المسفوح

لكن أصاب القحط دمعي محاجري

فالدمع من سفح العيون شحيح

يا رب عجل غارة تشفي الجوى

بجنود عفو للذنوب تريح

هزمت جيوش السيئات فأُسْدُها

كل بسيف جيوشه مذبوح

لو تعلم الأحجار أن بمهجتي

حجراً لعادت كالحمام تنوح

لا بل أشد من الحجارة قسوة

والنص فيما أدَّعِيه صريح

ماذا الذي يحييك يا قلبي وهل

غير المسيح إذا طلعت يسيح

ما غير من يحيي العظام من الثرى

ولذاته التقديس والتسبيح

رب العباد وخالق السبع الشدا

د بفضله يغدو الورى ويروحوا

يا رب عَلاَّمَ كلِ خفية

ما الجهر ما الأسرار ما التصريح