كم أقاسي في الهوى من شغل

كم أقاسي في الهوى من شغل

هي في القلب كنار الشعل

عبرة تجري وسهد دائم

وفؤاد خافق كالوحل

ورقيب فيه حارت فكرتي

وعذول قلبه كالجبل

كلما حاولت أن يعذرني

إذ رماني بسهام العُذّل

يحسب الصاحي مثل الثمل

ويرى أن الشجي مثل الخلي

قال لما أن رأى فاتنني

أقبلت في حليها والخلل

بقوام فيه قامت فتنتي

ورمتني بسهام المُقْلِ

أنت تهوى هذه قلت نعم

فدع التعنيف ثم انتقل

سامعاً مستملياً أوصاف من

هو بالتبجيل والوصف ملي

قال من قلت له شمس الضحى

وعلى بن الحسين بن علي

نسب كالشمس في إشراقه

من وصي وإمام وولي

كرم كالبحر إلا أنه

في مذاق الفم مثل العسل

ونسيم الروض يحكي خلقه

ولقد أخطأت فاستغفر لي

ما له حلو لسان مثله

أو له أنوار وجه مقبل

مقبل بالبشر إن واجهته

باذل ما غيره لم يبذل

أسد مبتسم عند اللقا

إن رأى تعبيس وجه البطل

شهد السيف له حال الوغى

وروى عنه لسان الأسل

وإذا شاهدته في موكب

راكباً في خيله والخول

وإليه كل شخص شاخص

قلت هذا قبلة للمقل

وإذا ما كان في منزله

فهو من أولاده في جحفل

طاب آباء وأبناء فيا

حبذا فرع الطراز الأول

إن يكن نصل العلى في غيره

خافياً فهو جلي في علي

قد أتاني منه نظم كله

رائق في مدحه والغزل

إنما يعرف ذا الفضل هم

أهله في علمه والعمل

فلقد طوقتني طوق الثنا

كاسياً لي من رفيع الحلل

حلل تبقى على طول المدى

ما عليها تختشي من خلل

خذ جواب النظم واستر عيبه

إذ أتى من عجل في خجل

وصلاة اللّه تغشى المصطفى

وكذا الآل هداة السُّبل