لا صبر لا صبر على ذا البعاد

لا صبر لا صبر على ذا البعاد

فاسلك بنا الرفق ونهج السداد

واستعمل الإنصاف إن كنت قد

حزت السويداء وحللت السواد

أسقمت بالهجر فؤاداً غدا

فيه لكم معنى صحيح الوداد

فراجع العدل وخلِّ الجفا

لا تجعلنَّ البعد عذر البعاد

واركب جواد الشوق تكف الرجا

فالشوق للمشتاق نعم الجواد

فروضة التدريس مشتاقة

إليك لو كانت تبث المراد

قالت ألا قوموا بنا نحوه

فإنه إنسان عين الفؤاد

إني أحب المرء ذا فطنة

وأكره الفدم عريض الوساد

أهوى طويل المجد لا غيره

وإن غدا فيها طويل النجاد

يا نخبة القلب علام الجفا

لنخبة الفكر وسفر العماد

أعضلت إذ أرسلت لي مسنداً

عذرك ذا المردود في الانتقاد

علم حديث المصطفى روضة

يطوفها من همه الاجتهاد

فما قرأت النحو حباً له

ولا أصول الفقه منا المراد

وإنما الكل له وصلة

فاقطع إلى لقياه أقصى البلاد

وما أنا واللّه من أهله

وإنني أحقر هذا البعاد

لكن فقدنا من نقدنا به

ومن يرينا منه سبل الرشاد

عل الليالي أن تريني امرأً

من أهله ألقي إلي القياد

وهذه نفثة حُبٍّ سرت

تُلْقِي إليكم ما أسر الفؤاد

وأبلغ المولى جمال الهدى

كذاك صِنْوَيْهِ وبَخْلَ العماد

والشر في بخل الجمالي ومن

ترونه أهلاً لحفظ الوداد

منِّي سلاماً طيباً نَشْرُه

أحلى من النوم لأهل السُّهاد

وأبلغوا مولاي سامي الذرى

عز الهدى أسنى سلام يراد

وأشركونا في دعاكم عسى

يرحمنا الرحمن يوم المعاد