لقد خلطت بالإبتداع عقائد

لقد خلطت بالإبتداع عقائدُ

ترى كل ذي علم عليها يدافع

يدافع عما أسس الناس قبله

ويبني على ما أسسوا ويشايع

وتعمى على الإِنصاف عين كماله

وتنسد عنه عند ذاك المسامع

لقد فاض بحر الابتداع وأصبحت

قلوب ذوي التقليد منه المصانع

خليليَّ ما لي لا أرى غير منصف

أقام على باب الهداية مانع

نعم إن أرباب المذاهب أصبحوا

وكلٌّ على ما يرتضيه يدافع

يرد الذي لا يرتضيه برأيه

ويحسب أن الحق للرأي تابع

إذا آيةٌ صكت مسامع قلبه

وجاءت بما لا يرتضي من يتابع

يقوم على ساق لتأويل لفظها

وصرف معانيها إلى ما يشايع

وكم من حديث نحوه قد توجهت

وجوه من التأويل شوه شنائع

فمن لك بالفحل الذي لا تهوله

سيوف ابتداع جردت وزعازع

أمات الهوى من قلبه فإذا أتى

إليه الهدى من ربه لا ينازع

فكل مقال غير قول محمد

عن اللّه أو عنه فداك قعاقع

وكل بياض سودته محابر

بآرائها فهو الديار بلاقع

خليلي قوما واقرعا باب فتحه

فذلك مفتوح لمن هو قارع

فمنه تعالى فيض كل هداية

ومنه يُرَجَّى كل ما هو نافع

إلهي وهذا جهد من هو ناصح

عسى وعسى في الناس ما هو نافع