لقد سار الإمام أبو المعالي

لقد سار الإِمام أبو المعالي

طريقاً سارها ذوو الاعتزال

ووافقهم بلا قصد وطالع

حوافل كتبهم بالاحتفال

ووافقه على ما قال قوم

جهابذة من الأمم الخوالي

أبو العباس أوحدهم ذكاء

وتابعهم أولو الهمم العوالي

كإبراهيم تلميذ القشاشي

كذلك شيخه بحر اللآلي

وتابعهم أبو الحسن الذي قد

أطاب بما أطال من المقال

ولكن آل بحثهم جميعاً

إلى ما قاله ذوو الاعتزال

فراجع نص كُتبِهِمُ عيناً

رأى التحقيق من قيل وقال

ويجعل كل ذي علم أخاه

حبيباً لا يراه بعين قال

ويرفض من تعصب في مقال

ليسلم وصمة الداء العضال

تعصبه لأقوام أطالوا

مقالاً في الخصام وفي الجدال

وأحسن منه رفضك كل قول

أنى بالابتداع من المقال

وخوض الناس في الأفعال شيء

تنزه عنه أرباب الحجال

من الأسلاف أعني خير قَرْنٍ

صحابة أحمد خير الرجال

فما سألوا عن الأفعال لكن

أتوا في هديهم خير الفعال

وهمهم الجهاد لك فَدْمٍ

جهول بالصوارم والعوالي

فجانب من يخالف ما أتوه

وإن كان الإِمام أبا المعالي

فلو عاش الموفق خلف عام

ولم يعرف مقالاً في الفعال

وقام بواجبات الشرع حقاً

لفاز غداً بإحسان المآل

إذا نزل الثرى وحواه لحد

وجاءته الملائك للسؤال

فما عن كسبه أو خلق فعل

يساءل عنه في بطن الرمال

ولا هل كان فيهم أشعري

ولا هل كان من ذي الاعتزال