له الحمد حمدا لا يلم به الحصر

له الحمد حمداً لا يلم به الحصر

على نعمة مثلها يقصر الشكر

بعافية عادت على مَنْ بمهجتي

إذا قبلت يفدي وحق لها الفخر

ضياء الهدى وافى الكتابُ مبشراً

وقد كان في الأحشاء يلتهب الجمر

بُعَادٌ وأشجان لما بمهجتي

ولو نزلا بالصخر ما احتمل الصخر

وقد كنت أشكوا البين وهو بلية

لعمري عن أمثالها يعجز الصبر

فأنسى به ما حل ذاتك التي

تدفق عنها الزهد والعلم والذكر

وددت وهل تغني الودادة أنه

يحل بجسمي ضُرُّهُ ولك الأجر

على أنه قد حلَّ بي ضعف ما بكم

هموم وأشجان أثارهما الفكر

فلو أن قلباً طار عن مستقره

لوافاكُمُ قلب له أنتم الوكر

ولولا الذي لا تجهلون لزرتكم

ويهدي لكم لو صح أن يوهب العمر

وما زلت في ليل من الهم مظلم

إخال بأن اليوم من طوله شهر

ومذ وافت العشر الشهيرة لم أزل

يساورني همي فلا كانت العشر

وللناس في العيد ارتياح وراحة

ولي دونهم ما لا يحيط به الشعر

فما العيد إلا يوم وافى كتابكم

حرت به همي وذاك هو النحر

وفيه نشرنا للهناء مطارفاً

يطرزها الحمد المكرر والشكر

وعاد لي الأنس الذي وصفُ عُشْرِهِ

يُقصِّر عن تفصيله النظم والنثر

له الحمد يكسو العبد ثوب سقامه

ويخلعه عنه وقد عظم الأجر

وما هي إلا نعمة جلَّ شكرها

وإن سال من أجفان أولادك القطر

فإنا لنرجو أن تنال مثوبة

تخفف وزراً منه ينقصم الظهر

وصِلْنَي فضلاً بالدعاء مكرراً

وقل ولدي بَرٌّ وإن قصُرَ الْبِرُّ

وإنَّا لنرجو أن يكون اجتماعنا

قريباً وأن العسر يتبعه اليسر

ولي حسن ظن لا يخيب فكم وكم

حَبانيَ فضلاً عنه قد عجز الحصر

وصَلِّ على المختار ثم وَصِيِّهِ

وفاطمة والآل وما تُليَ الذكر