ماذا أتتنا به الأخبار والكتب

ماذا أتتنا به الأخبار والكتب

ماذا الذي منه دمع العين ينسكب

ماذا أتتنا به الركبان من خبر

يكاد تخسف منه الشمس والشهب

هذا الذي كنت أخشاه وأحذره

يا ليتها غيبتني قبله الكثب

ففي الحوارج ضعف كاد يقعدني

وفي الجوانح منه النار تلتهب

يا ناعياً عالم الدنيا وفاضلها

تأنَّ حسبك قد أوهاني النَّصَبُ

ندبت ندباً فريداً في محاسنه

رفقاً فمن ندبه قلبي إذاً يجب

ندبت من حلل التقوى ملابسه

وقلت لم بدمع العين أختضب

لهفي عليك جمال الدين من عَلَمٍ

قضيت نحباً لهذا نحن ننتحب

قضيت عمرك في التدريس مجتهداً

فليبكك العلم والتدريس والكتب

من للمدارس التدريس بعدك بل

من للمحاريب في الأسحار ينتدب

من للسؤالات إن وافت محبرة

من للتلاميذ للتدريس إن طلبوا

من للعلوم علوم الآل ينشرها

من بعد طيِّك هذا الحادث الكئب

طوبى لقبرك ماذا ضم من كرم

ومن علوم ومن زهد هو العجب

وافيت ربك في أثواب طاعته

يهنيك أنك بالرضوان تنقلب

يلقاك روح وريحان ومغفرة

هذا النعيم الذي ينسى به التعب

صبراً ذويه فإن الموت غايتنا

وكلنا تحت حكم الموت ننسحب

صبراً أولي العلم فالدنيا حقيقتها

عند الإِله تعالى اللهو واللعب

ما فاز منها سوى من كان همته

تقديم زاد فإن السير مقترب

ثم السلام على السادات كلهم

لا نابهم بعد هذا الحادث النوب