أبادت بقايا الصبر طارقة الدهر

أَبادَت بَقايا الصَبر طارِقةُ الدَهرِ

وَعَهد التَصابي وَهِيَ رَيحانة العُمرِ

وَكَأسيَ فيها كانَ درديَ يسرة

مَحَت رَسمَهُ منّا مُنادَمةُ العُسر

وَطارَ بي البين المشت وَإِن لي

فِراخاً ضِعاف السَير عَن مفحص الوكر

كَفى حُزناً حالي وَما حالُ مُغرَم

يَبيت عَلى يَأس وَيُصبح في أَسر

لَئَن حارَ مَهجور سِوايَ بِأَمرِهِ

فَقَد حارَ بي مِما أُنازلهُ أَمري

كَأَني لَم أَصنَع بِجلَّق مِن يَدٍ

إِذا ذَكَرت أَشتَمُّ رائِحَة الشُكر

نَسوني وَلَو كانُوا مِن الناس ما عَموا

عَن القَمَر الساري وَلا جهلوا قَدري

تَرَكت بِهُم مِن كانَ يُؤنس وَحشَتي

إِذا سَئمت روحي وَضاقَ بِها صَدري

أَتى زائِري مِن بَعد حَول مُوَدِعاً

وَطَوق الدُجى قَد صارَ في قَبضة الفَجر

فَأَخجَلتُهُ بِالعَتَب حَتّى رَأَيتُهُ

يَزيح الثُرَيا بِالهِلال عَن البَدر

وَغَرّبت عَن أَهلي وَسارَ مشرِقاً

ولَستُ بِما يَجري القَضاءُ إِذاً أَدري