أخا الريم ما هذي العيون القواتل

أَخا الريم ما هَذي العُيون القَواتِلُ

بَقيت لِتفنينا وَهَذي الشَمائِلُ

فَماء حَياة ما تَحوز مَراشف

وَرَوضة حُسن ما تَضُم الغَلائِلُ

وَتَخجَل أَغصان الرُبى أَن تَمايَلَت

قَضيب لجين بَين بُرديك مائِلُ

وَلَو أَنَّ في بَدر الدُجى مِنكَ لَمحة

لَما شانَهُ نَقص وَلا قيلَ آفلُ

تَروح بِكَ الأَلباب نَهبى كَأَنَّها

قَبائل تَسبيها بِبَدر قَبائِلُ

كَثيرٌ مِن الأَرواح أَنتَ حَياتُها

وَإِن هِيَ راحَت في هَواكَ قَلائِلُ

أَبيت بِحال لَيسَ يَعلَمُها سِوى

فُؤاد شَجيٍّ لِلنُجوم يشاكلُ

يُجرد لي مِن جفنِهِ اللَيل صارِماً

أَسميهِ صُبحاً وَهُوَ بِالفكر جائِلُ

وَجِسمي لِضيفان السقام مَوائِدٌ

وَدَمعي لِزوّار الغَرام مَناهِلُ

وَلَستُ عَلى رَسم الطُلول بِنادِبٍ

وَلا سائل عَن ذاهب هُوَ زائِلُ

وَلَكِنَّني أَبكي المَعالي وَأَهلَها

فَهَذا الَّذي أَهوى وَهَذي المَنازِلُ

وَلَيسَ يَليقُ المَدح إِلّا بِأَهلِهِ

وَإِن كَثُرَت قَصدٌ وَطالَت رَسائِلُ

إِلَيكَ أَتَت تَسعى مَطايا مَآربي

وَهُنَّ لِعُمري عَن سِواكِ جَوافِلُ

وَجاءَتكَ عَطشى تَرتَجيك لِعلمِها

بَأَنك بَحرٌ وَالبُحور جَداوِلُ