بان الخليط ضحى من الجرعاء

بان الخَليط ضحى مِن الجَرعاءِ

فَمِن المُقيم لِشدة وَعَناءِ

اللَهُ يَعلم إِن صُبحي في الحِما

سيان بَعدَ رَحيلهم وَمَسائي

تَطوى عَلَيَّ النائِبات كَأَنَّني

سر الهَوى وَكَأَنَّها أَحشائي

وَأَشَد ما يَشكو الفُؤاد ممنع

في لَحظِهِ دائي وَمِنهُ دَوائي

رَيحانة الحُسن الَّتي لَعِبَت بِها

ريح الصِبا لا راحة الصَهباءِ

تَجري مِياه الحُسن في أَعطافِهِ

جَري الصَبابة مِنهُ في أَعضائي

قَمَرٌ إِذا حَسر القِناع مُخاطِباً

شَخصت إِلَيهِ أَعيُن الأَهواءِ

مَلَكت وِلاية كُل قَلب مُولع

لَحظاتُهُ مِن عالم الإِنشاءِ

إِن يَخفِهِ لَيل النَوى فَجَبينُهُ

صُبح يَنمُّ عَلَيهِ بِالأَضواءِ

كَم بِتُّ مَطوي الضُلوع عَلى جَوى

أَغضي الجُفون بِها عَلى البَرحاءِ

فَالأُم فيهِ تَهتكي وَتَنسكي

وَعَلام فيهِ تَبَسمي وَبُكائي

علّ الزَمان يَفيدني نَيل المُنا

حَيث التجئت لِأَوحد العُلماءِ

نَجل العِماد وَمِن بِنت عَزماتُهُ

بَيتاً دَعائِمُهُ عَلى العَلياء

تَندي أَنامِلُهُ وَيُشرق وَجهُهُ

فَيَجود بِاللألاءِ وَالآلاءِ

يَقظ بِأَعقاب الأُمور كَأَنَّما

جَليت عَلَيهِ حَقائق الأَشياء

سُبحان مَن جَمَع الفَراسة وَالهُدى

لِجَنابِهِ السامي عَلى النَظراءِ

وَمَهابة شاد الوَلاء وَلاؤُها

مَحفوفة بِجَلالة وَبَهاءِ

مَجد سَما بِجَنابِهِ حَتّى لَقَد

بَلغَ السَماء وَفاقَها بِسَماءِ

وَشَمائِلٌ رَقَت كَما خَطَرت عَلى

زَهر الرَبيع بَواكرُ الأَنداءِ

مَولايَ بَل مَولى البَرية في صَفا

صُدق الطَوية مِن بَني حَواءِ

أَنتَ الَّذي ما زِلت ترب وِلاية

وَأَبو الوَرى في طينِهِ وَالماءِ

تَتلو عَلى سَمع المَحامد وَالثَنا

آيات مَدحك السنُ النَعماءِ

لِلّهِ أمّ ماغذيت بِثنيها

إِلّا لبان العزة القَعساءِ

أَطلعت شَمس الفَخر في فلك العُلا

مَحفوفة بِكَواكب الأَبناءِ

المالتون قُلوب أَهل زَمانِهُم

حُبّاً وَأَكناف الرَجا بِغَناءِ

وَالضارِبون خِيام سوددهم عَلى

هام السماك وَمفرق الجَوزاءِ

يا مَورِداً حامَت عَلَيهِ غلَتي

إِذ جِئتُهُ مُستسقياً وَرَجائي

وَافتك مِن صَوغ القَريض فَرائد

نَظمت بِأَيدي الفهم وَالآراءِ

فَهصرت غُصن مَعارف وَمَحاسن

وَجَنيت نور مَحامد وَثَناءِ

هَيهات ما شعر الأَنام مُقارناً

شعراً تَشرف مِنكَ بِالإِصغاءِ