بك إرتوى وتولى الجور والألم

بِكَ إِرتَوى وَتَولى الجور وَالأَلَمُ

وَأَخصَب الدَهر وَاِنهَلَت بِهِ النِعَمُ

وَأَصبَحَ السَعد وَهُوَ اليَوم مُقتَبَلٌ

وَالشَمل مُجتَمع وَالصَدع مُلتَئم

وَاِستَبشَرَت بِكَ أَبناء الشآم وَقَد

آووا إِلى رُكن عزّ لَيسَ يَنَهدَم

فَما تَمدُّ إِلى غَير الدُعاءِ يَدٌ

وَلَيسَ يَفتَحُ إِلّا بِالثَناءِ فَم

أَنتَ الَّذي جَمَعَ اللَهُ القُلوب لَهُ

وَزادَهُ العلم حَتّى نطقُهُ الحكم

عَذب المَوارد فياض النَدى أَبَداً

سَمح الأَنامل لا منّ وَلا سَأَم

كِلتا يَدَيهِ العُلا حازَت فَباطنها

أَيدٍ وَظاهِرُها لِلناس مُستلم

تَغدو المَجادب مِن نَعماهُ مُخصبة

وَتَستَنيرُ لَنا مِن وَجهِهِ الظُلم

قاضي القُضاة وَناهيكُم بِهِ حُكماً

ما خابَ يَوماً بِهِ مِن راح يَعتَصم

عَين الولاة لَهُ في كُل جارِحَة

مِن الفَراسة طود راسخ علم

تَخشى المَوالي سَطاهُ خاضِعين لَهُ

كَأَنَّهُم في مَعالي عِزِهِ حشم

مَولايَ دَعوة عَبد عزّ ناصرهُ

إِلّا إِلَيكَ إِذا ما زَلّت القَدَم

يَشكو إِلَيكَ ذَوي ضغن وَإِن عَظموا

سيان عِندَهُم المَخدوم وَالخَدَم

قَوم إِذا جئت أَشكو ما دَهيت بِهِ

أَفهمت صُم الحَصى قَولي وَما فَهِموا

غَرَّتهُم ثَروة الدُنيا وَزينتها

وَإِنَّما جودَها الحِرمان وَالنَدَم

وَكَم تَحظى ذَوي الاحساب مُعتَدياً

وَضيعُ جَرثومة في أَنفِهِ شمم

عَساكَ تُنقِذني إِن جئت مُلتَجياً

مِن اللَيالي الَّتي في طَيِها نَقَم

أَبقى لَكَ اللَهُ نَجلاً طابَ محتده

مِن مَهدِهِ نَقَلتُهُ لِلعُلا هِمَم

مُهَذَّب الخَلق قَرَّت عِندَ رُؤيَتِهِ

عَينُ الكَمال وَراح الفَضل يَبتَسِمُ

مِن دَوحَة بِثِمار الفَضل يانِعَةٍ

وَرَوضة قَد تَولى سَقيِها الكَرَم

وَاِستجل دُر نِظام كادَ مِن طَرَب

إِلى مَعاليك قَبل النَظم يَنتَظم

بَل غادة مِن بَنات الفكر قَد ظغنت

بِها إِلى بابك الآمال تَحتَكم

إِن الهَدايا وَخَير القَول أَصدَقُهُ

تَفنى بَقيتَ وَتَبقى هَذِهِ الكَلم