حمائم الروض ما هذي التغاريد

حَمائم الرَوض ما هَذي التَغاريدُ

عَن باعث هِيَ أَم لي مِنكَ تَقليدُ

نوحي وَنوحك جَنح اللَيل مُتَفق

وَالمُشغلات لَنا وَرد وَتَوريد

إِن كانَ يُقنعك صَوت الصَغير فَلي

قَلب يُعللهُ في الحُب تَفنيدُ

تَعجبت نار قَلبي مِن تجلده

وَمِن جُفوني شَكا دَمع وَتَسهيدُ

وَالحُزن باقٍ عَلى ما كُنت أَعهدهُ

وَإِن تَكرر عيد بُعدَهُ عيدُ

جَريح بيض الظِبا تَرجا سَلامَتهُ

إِلّا الَّذي جَرَحتهُ الأَعيُن السودِ

لي بِالظَعائن نَهاب العُقول رَشاً

قَوامُهُ بانة وَالقَلب جَلمودُ

لَو مَرَت الريح تَروي عَن ذَوائِبِهِ

لَم يَبقَ مِن عَهد عادَ ثَمَّ مَلحود

لَكنها مَنَعتها عَن مَواطئهِ

مَهابة تَتحاماها الصَناديدُ

مِن البَشانِقَة الغُر الذينَ لَهُم

لِواء حُسن عَلى الأَقمار مَعقودُ

نَحنُ المُسيئون إِن جاروا وَإِن عَدلوا

وَما يَرون حَميداً فَهُوَ مَحمودُ

وَالذُل أَشرَف عزّ في مَحبتهم

وَشَريُ هَجرِهم أريٌ أَو قَنديدُ

لا تَصحبنَ غَير حَر أَن ظَفرت بِهِ

وَما سِواهُ إِذا جَرَبت تَنكيدُ