خفض عليك فما الفؤاد بسالي

خَفض عَليك فَما الفُؤاد بِسالي

وَقف الدُموع لِدارس الأَطلالِ

دِمَنٌ عَلى عَرصاتِها عَقل البُكا

أَبصارُنا عَن غَيرِها بِعقال

ذَهَبَت بِرَونَقِها اللَيالي بَعدَما

كانَت مُخَيم نَضارة وَجَمال

وَبَلايَ ما صَبري لَدَيّ بِقاطن

بَعدَ الخَليط وَلا هَوايَ بِبالي

ما كُنتُ أَحسَب قَبل يَوم فِراقهم

أَن النَوى ضَرب مِن الآجال

ظَعنوا فَكُلُ أَخي هَوى وَصَبابة

وَقف عَلى التِذكار وَالتَسئال

وَلهان تَذكرُهُ المَعاهد وَالدُمى

وُرق الأَراك وَنَسمة الآصال

شغل الفُؤاد بِعاطِلات خرَّد

مُذ قَلدت بِدماهُ فَهِيَ جَوالي

يَطلَعنَ في فُلك الحدوج أَهلة

وَغُصون بانَ في مُتون رحال

مِن كُل مخطفة الحَشا فَتانة

تَرنو بِعَيني جُؤذر وَغَزال

رود سَقاها الحُسن ماء شَبيبة

وَكَسا مَعاطفها برود دَلال

لا تَعثر اللَحظات دون كناسها

إِلّا بِبيض أَو بِسُمر عَوالي

تُبدي الصُدود تَلاعُباً فَيظنهُ

مِن جَهلِهِ الواشي صُدود مَلال

قُل لِلعذول عَلى الغِواية في الهَوى

دَعني فَمالك في الغَرام وَمالي

أَني لَأَصبوا لِلحسان سَجية

مثل اِبن مِنقار إِلى الإِفضال

مَولايَ بَل مَولى الزَمان وَمَن غَدَت

آثارُهُ مَثَلاً مِن الأَمثال

عَبد اللَطيف النَدب وَالحبر الَّذي

أَقصاهُ سوددهُ عَن الأَشكال

لِلفَضل قَد غَرَسَت يَداهُ مَغارِساً

فَجَنى بِها ثَمَري عَلاً وَمَعالي

هَذا الَّذي لَولا عُلاهُ لَم تَكُن

أَوقاتُنا مَيمونة الإِقبال

هَذا الَّذي تَذري سَحائب كَفِهِ

يَوم النَوال بِعارض هطال

تَخذ المَساعي وَالفَضائل عدّة

وَصِيانة لِلعَرض لا لِلمال

كَم لِلغَبي عَلى أُسرَّة وَجهِهِ

كُتب التُقى مِن شاهد وَمِثال

ما نسمة بِالواديين إِذا سَرَت

بَينَ الرِياض بِلَيلة الأَذيال

ريّاءُ باتَ لَعَلَها صَوب الحَيا

حَتّى اِغتَدَت نَشوى مِن الجريال

يَوماً بِأَطيب مِن خَلائِقِهِ الَّتي

تَفتَرُّ عَن كَرم وَحُسن خلال

يابن الأَولى ما كانَ قَيظ نَحوفة

إِلّا وَكانوا هُم أَتَم ظَلال

بِقِدومك اِبتَهَجَت دِمَشق وَبَدَلَت

أَرجاؤُها الأَمراع بِالأَمحال

وَغَدَت بِكَ الأَيّام بَدراً بَعدَما

مَحقت بَشاشَتها محاق هِلال

وَتَبَسم الزَمَن العَبوس وَفَتَحَت

نَسَماتُ بَرك زَهرةَ الآمال

تَاللَهِ لَولا جود مَجدك في الوَرى

ما كانَ في الدُنيا مَنال نَوال