سائق الظعن بالحدوج تأنى

سائق الظَعن بِالحدوج تَأَنّى

وَاِقطَع البيد وَالسَباسب وَهنا

لَيسَ يَشفي لَكَ الوَجيف غَليلاً

أَسلَمتُهُ إِلى فوادك لبنى

ذات صَد يُذيب كُل جَليدٍ

وَجَفاءٍ لَو عَنَّ لِلصَخر أَنّى

ما ثَناها العِتاب يَوماً لِعَطفٍ

وَهِيَ في العَين بانة تَنثني

أَودَعتَني لَدى الوَداع إِلتِهاباً

وَذرت أَدمُعي فِرادى وَمَثنى

يا سقت دارَها السَحائب عَني

إِنَّ هَذا البُكاءِ لِلدَمع أَفنى

طالَما قَد خَلست لَذة عَيشٍ

في ذراها وَنِلت ما أَتمَنى

وَلَثمت الثَغور فيها أَقاحاً

وَهَصرت القُدود غُصناً فَغُصنا

لَهف قَلبي عَلى مَضي لَيالٍ

في دُجاها نَبهت كاساً وَدَنّا

وَيَفض الحَديث فيهنَّ شادٍ

يَستَفز النُهى إِذا ما تَغَنى

لَستُ أَرضى لَها بَديلاً وَلَكن

مَدح هَذا الأَمير عَنهنَّ أَغنا

ماج بَحراً وَجالَ لَيث عَرينٍ

وَسَطا صارِماً وَأَقبَل لَدُنا

راقياً بِالفَخار كُل عَليٍّ

ساحِباً فَوقَ هامة الشُهب ردنا

يا مُفيد الأَنام رَفداً وَفَضلاً

وَمُعير البُدور نوراً وَحُسنا

قَد هَززناكَ في المَكارم عَضباً

وَاِستَلمناكَ في النَوائب رُكنا

وَوَجدناكَ أَرأف الناس بِالنا

س حَنوّاً وَأَكثَر الناس حُسنا

فتَّ طائيهم عَطاءً وَمَبنىً

وَبِطيب الثَنا جدَّك مَعنا

وَسَموَت العباد عَدلاً وَحُلماً

وَمَلَكتُ البَلاد سَهلاً وَحُزنا

وَهَديت الكُهول مِن كُلِ قُطر

لِلمَعالي وَأَنتَ أَصغَرُ سِنّا

لَو وَزَنّا بِكَ المُلوك اِمتِحاناً

في العَطايا لَكُنتَ أَرجَح وَزنا

مَن يَقيس بِكَ الشُموس بَهاءً

حاشَ لِلّه أَنتَ أَبهى وَأَسنا

قَسَماً بِاِبتِهاج وَجهِكَ في الحَر

ب وَبيض الظِبا إِذا النَقع جَنّا

ما نُفوس العِداة عِندَكَ إِلّا

زَهرات بِحَدّ سَيفِكَ تَجنا

وَإِذا ما امرِءٌ تَغاضيت عَنهُ

غادَرَتهُ الخُطوب في الترب رَهنا

لِيَ قَلبٌ لَديك أَقرب شَيء

وَخُلوص إِذا تَباعَدت عَنا

أَنتَ ماءَ الأَماني أَخصَب وَاديهِ

وَرَقَت رِياضَهُ فَالتَجَأنا

كَيفَ نَرمي مِن الزَمان بُروع

وَلَنا في ظلال جاهِكَ سَكنى

لا وَهِيَ رُكنَك الَّذي صارَ لِلنا

س مَلاذاً وَلا عَفا لَك مَغنا