صبر الفؤاد على فعال الجافي

صَبر الفُؤاد عَلى فِعال الجافي

نَعم الكَفيل بِكُلِ أَمرٍ كافي

فَاحمل عَلى النَفس الصِعاب مُؤملاً

مِن فَضل رَبِكَ واسعَ الأَلطافِ

أَولَستَ مِن قَوم إِذ ذُكِرَ العُلى

كانوا لَهُ مِن أَشرَف الأَحلاف

شادوا الماجد وَالقُصور فَهَذِهِ

لِلعابِدينَ وَتِلكَ لِلأَضيافِ

لَيسَ الزَمان بِمُنقَص قَدري وَإِن

عَزَ النَصير بِهِ عَلى إِسعافي

إِني وَإِن كُنت القَليل ثَراؤُهُ

لَستَ المُقَصر عَن نَدى أَسلافي

كانَ الزَمانُ لَهُم مُطيعاً خاضِعاً

وَأراهُ مُنتَصِباً لِفعل خلاف

لَم تَبقَ لي الأَيام إِلا مَن لَهُ

أَسعى بِخَير وَهُوَ في أَتلافي

أَو مُحرِقاً كَبدي هَجير عِتابِهِ

وَعَلَيهِ مِن نَعمايَ ظلٌّ ضافي

أَو لَيسَ مَن أَدهى الأُمور تَخلفي

عَن مَجلس المَولى بِغَير خِلافِ

أَقضى قُضاة المُسلِمين وَقامع ال

قَوم البُغاة بِصارم الإِنصافِ

كَشاف أَسرار البَلاغة مَن غَدا

لِلناس مِن داءِ الجَهالة شافي

بَحر العُلوم الزاخر الطود الَّذي

أَمنَت دمشق بِهِ مِن الأَرجاف

مَن لَيسَ تُبلغ بَعضَ أَيسَرِ مَدحِهِ

إٍن أَسهَبَت أَو أُطنِبَت أَوصافي

شَمس الوجود أَبو الوفود معود

بِالجود رحب الصُدر وَالأَكناف

هُوَ كَعبة المَعروف أَضحى قاصِداً

بِالسَعي كَعبة رَبِهِ لِطَواف

اللَهُ جَل جَلالَهُ عَن خُلقِهِ

لِجَنابِهِ بِاللَطف مِنهُ يُكافي

مَولايَ شَعبان المُعَظم قَدرَهُ

أَنتَ الرَجاءُ لِكُل راج عافي

عُذراً لِعَبدٍ لَيسَ يَبلَغ بَعض ما

هَوُ واجب مِن حَقِ قَدرِكَ وافي

وَيَرى صِفاتك في النِظام قَد اِغتَدَت

بَينَ الوَرى كَالدُر في الأَصداف

إِن المَقال لَحال مَن هُوَ مُوَثق

بِعِقال أَرجاف الزَمان مُنافي

لَكنما الوَرقاءُ أَصدَح ما تَرى

عِندَ اِفتِقاد الرَوض وَالآلاف

وَأَنا الَّذي لَكَ ما حييت لِسانُهُ

رَطب بِأَنواع الثَناءِ مُوافي

أَبقاكَ رَبك لِلعِباد فَلَم تَزَل

لِتلافهم بيد النَدى مُتَلافي

وَأَسلم عَلى مَر الدُهور مُلاحِظاً

بِالعَون وَالإِسعاد وَالإِسعاف