عذرا لعبدك قد ماتت قرائحه

عُذراً لِعَبدك قَد ماتَت قَرائِحُهُ

وَالدَمع أَشغَلَهُ في السجن طافحهُ

مُستَوحش لا حَبيب فيهِ يُؤنسهُ

وَإِن هَدى اللَيل لا وَرق تُطارحهُ

سَهران مِن بَعد ما قَد كانَ مُسعَفهُ

تَستَجلب النَوم لِلمضنى رَوائِحُهُ

كَما ذا يُعاند آمالي وَيَعكسها

بِفعلِهِ فَلَكٌ قَد جالَ رامحهُ

وَوَلت الناس لا برّ يُوازرهُ

مُرؤَة فَلِذا ضاعَت مَصالِحُهُ

لا خَير في بَلَد آسادها صغرت

قَدراً وَقَد عَظمت فيهِ نَوائحهُ

كَم اِدخرت لِهَذا اليَوم مِن رَجُل

فَلَم يكنهُ وَأَخلاقي تَسامحهُ

وَمِن خَليل وَلا برضيهِ غَير دَمي

غَضبان طَرفي عَلى روحي تُصالحهُ

وَكَم أَرانيَ لَيلاً مِن ذَوائِبِهِ

مولياً بِصَباحي ما أصابحهُ

تَهفو إِلى قدهِ الوَرقاء مِن طَرَب

لَكنما لَحظُهُ تُخشى جَوارحهُ

غَزالة الأُفق سَعدي حينَ قارنها

بِرَوعِها لِسَواد الحَظ ذابحهُ

كِتاب شَكوايَ مِما جَلَ أَيسَرَه

بحار قارئِه فيهِ وَشارحهُ

علّامة الدَهر مَولانا وَسيدنا

أَنتَ الَّذي كَثرت فينا نَصائِحهُ

أَنتَ الَّذي بِدُعاءِ الخَير أَدركنا

وَفازَ بِالعَفو عَن ذَنب مُصافحهُ

فَعش كَما شئت في عزوفي دعة

ثَناكَ كَالمسك قَد فاحَت فَوائحهُ

وَأَسلَم مَدى الدَهر نَفّاعاً أَخا كَرَم

فَرض عَلى كُلِ مَخلوق مَدائحهُ