فخرا دمشق على كل البلاد بمن

فَخراً دِمَشق عَلى كُل البِلاد بِمَن

أَولى البَرية مَعروفاً وَعِرفانا

المَقريّ الَّذي في بَعض أَيسر ما

حَوى مِن الفَضل كُل راح حَيرانا

شَمس مِن الغَرب قَد كانَت مَشارِقُها

بَل دونَها الشَمس يَومَ الفَخر بُرهانا

أَغرّ ما أَحدقت أَيدي العِظام بِهِ

إِلّا وَأَضحى بِماءِ الفَضلِ رَيانا

تَكاد تَقرأ في لَالاءٍ غرتِهِ

مِن سورة العِزة القَعساء عُنوانا

لَهُ مِن الرَأي ما تَحنو لا يسره

ثَواقب الزهر إِرشاداً وَإِذعانا

وَسيرة مِن أَبي حَفص تَلقفها

إِلى وَقار يُضاهي هَدي سَلمانا

مُصاحب حسن فعل الخَير يِعشقهُ

مَراقب رَبِهِ سرّاً وَإِعلانا

يَقضي النَهار بِدَرس غَير مُندَرس

وَيَقطَع اللَيل تَسبيحاً وَقُرآنا

لِأَي وَرد نولي اليَوم وَجهِتنا

وَقَد غَدا بَحرِهِ الطاميُّ مُرجانا

لَأَن مَنَحنا يَلحَظ مِن مَواهبهِ

نِلنا الثُريا وَكانَ الخَير عُقبانا

شَفى يَدرس الشفا مَرضى درايتنا

لَما أَفادَ مَع الإِيضاح إِنقانا

هَيهات هَيهات مَن في القَوم يَشبَهَهُ

هَل السَراب يُباري الغَيث هِتانا

إِذا مَشى فَعلى الأَعناق مَشيَتَهُ

وَإِن رَأَيت رِجال الحَي رُكبانا

يا سَيد العُلَماءِ العاملين وَمَن

هُوَ الإِمام المُفَدا حَيثما كانا

أَبرَأت ذمة دَهر جاءَ يَمنَحَني

بَعدَ الإِساءَة مِن لُقياك إِحسانا

دَهرٌ يَقبّل آمالي وَأَوسَعَهُ

إِذ أَنتَ مِن أَهلِهِ حَمداً وَشُكرانا

فَطَأ كَما شئت لا تَنفك مُنتَصِراً

بِأَخمصيك مِن الأَعداء تيجانا

وَأَهنأ فَأَنتَ الَّذي وَلّاهُ خالَقهُ

مِن المَلائك أَنصاراً وَأَعوانا

وَاِستَحلها نَزهاً لَو أَنَّها رزقت

حَظّاً لَكانَت لِعَين الدَهر إِنسانا

وَاِسمَع لَها مِن قَواف لا يُماثلها

قَولٌ مِن الشعر إِلا قَول حَسانا