لعمرك ما الدنيا العريضة بالدنيا

لِعُمرك ما الدُنيا العَريضة بِالدُنيا

إِذا ما نَأَت عَنكَ المُهفهفة اللميا

مُحَجَبة قَد أَقسَم البيض وَالقَنا

بِأَلحاظِها أَن لا تَزور وَلا رُؤيا

مرنحة الأَعطاف رَيمية الطَلا

فَما عَرفت قُلباً وَلا اِتَخَذت حليا

تَراءَت وَما بِالبَدر مِنها مُشابه

وَلا بِظبا الجَرعا وَلا البانة الريا

تَسائلني مَن أَنت وَهِيَ عَليمة

فَقُلت لَها مَيت يُعدّ مِن الأَحيا

فَقالَت وَمَن أَفتى بِهَذا وَما الَّذي

دَهاكَ وَما غادَرت في حُبِنا نَسيا

فَقُلت بَياض تَحتَ مسود سالف

لِقَتلي في دين الغَرام هُما الفُتيا

فَقالَت صهٍ مِن ذا مِن الضَيم يَشتَكي

وَقَد مَلأَ الدُنيا بِمَعروفِهِ يَحيى

أَتَمَّ وُلاة الحَق عِلماً وَهمة

وَأَشرَف مَن دانَت لِهِمَتِهِ العُليا

وَأَطوَلَهُم باعاً وَأَكمَلَهُم حجاً

وَأَنفَذَهُم قَولاً وَأَثقَبَهُم رَأَيا

فَما الرَوضة الزَهراءُ يَعبقَق نَشرَها

بِأَطيَب يَوماً مِن خَلائِقِهِ رَيا

وَلا المُزنة الوَطفاءُ تَهمي جُفونَها

بِأَغدَق مِن جَدوى أَنامِله سَقيا

فَلو أَن أُم الدَهر رامَت مُشابِهاً

لَهُ لَم تَلد إِلّا الخَسارة وَالأَعيا

فَيا مَن بِماضي الحَزم أَودى مظالِماً

وَأَورى زِناد العَزم في جلق وَرَيا

لَكَ اللَهُ أَرشدت الزَمان إِلى الهُدى

وَأَخمَدَت بِالعَدل الضَلالة وَالغَيا

جَزاكَ الَّذي اِسترعاكَ أَمر عِبادِهِ

بِنجلين نالا في الوَرى الغاية القُصيا

هُما غُصنا دَوح لِلمَآثر وَالنَدى

وَنِجما سَماء العِزّ بَل زَهرةُ الدُنيا

كَريمان مِن قَبل الفِطام تَحالَفا

عَلى أَن يَمُدا لِلسَخاءِ مَعاً يَديا

وَلا اِتَخَذا إِلّا الفَخار تَميمةً

وَلا اِرتَضعا إِلّا العُلى لَهُما ثَديا

وَدُونَكها مِن نَسج فكري حلة

مُنَمقة بِالحَمد قَد حسنت وَشيا

تَضوع مِن أَردانِها نفحة الثَنا

فَلو نَفَحت مَيتاً لَعادَ بِها حَيا

تَناهَبت الأَلحاظ حُسن اِنتِظامِها

وَقَد حَفت الأَسماع مِن لَفظِها الأَريا

أَلَذ مِن الماء القِراح عَلى الصَدا

وَأَعذَب مِن عَتب الحَبيب لَدى اللُقيا