ما أحمل القلب للبلوى واصبره

ما أَحمل القَلب لِلبَلوى وَاِصبرهُ

لا بَينَ إِلّا وَتَلقى مِنهُ أَعسَرهُ

قَد فَرَّق البين مِنا كُل مُجتَمع

مِن أَبناء البين لقياناً وَأَخبرهُ

لَيتَ الَّذي رَوَّع المضنى بِفرقَتِهِ

بَينَ المُنون وَبَينَ الصَدّ حيَّرهُ

أَولَيت مِن كثرت فينا إِساءَتُهُ

أَبقى لَنا مِن نَفيس العَيش أَيسرَهُ

ما بتُّ أَرقب لَيلاً صَج مَوعده

إِلّا وَلِلحَشر أَلقاهُ وَأَنذَرَهُ

غَض البَنان رَخيم الدَل طَلَعتُهُ

حَوَت مِن الحُسن أَبهاهُ وَأَنضَرهُ

تَباً لِمَن بِهِلال الأُفق تَنبههُ

أَو بِالكَثيب وَبالخَطيّ تَنظرهُ

يا مَن وَهَبتُ لَهُ قَلبي فَانكرني

مِن بَعد مَعرِفَتي ظُلماً وَانكرهُ

لَكَ الفِداءُ شَبابي أَنّ بي لَجوى

تَخشى المَنية أَدناهُ وَأَنذرهُ

مالي وَلِلدَهر لا أَبغي بِهِ طَلَباً

إِلّا وَضيق ما أَرجو وَعُسرَهُ

وَلا اِقتَضَت بِإِشراك المُنى رَشأ

إِلّا وَصادَفَهُ حَظي فَنَفَرهُ

كَم جاهل غَلط الأَيام قدمهُ

وَذو الفَضائل أَقصاهُ وَأَخرَهُ

لَكنما الفَضل مَحمود عَواقبهُ

لَن يَهجو الدَهر إِنسان وَيَهجرهُ

يَكفي الزَمان عَلى ما فيهِ مِن عوج

فَخراً بِنجل عَليّ حينَ أُبصرهُ

القارويُّ الَّذي أَدنا مَناقِبُهُ

أَعيا أَولى العلم وَصفاً أَن يُررهُ

مُبارك الوَجه ما لاحَت بَشاشَتهُ

لِلأَمر إِلّا وَبَعد العُسر يُسرهُ

رَد الضَلال عَلى الأَعقاب مُنتَهكاً

لَما اِنتَضاهُ الهَوى عَضباً وَأَشهَرَهُ

وَأَوضَح الحَق وَالأَيام داجية

وَمَقعَد العَدل في الآفاق سَيرهُ

كَم باتَ يَطلبهُ الشَرع القَويم لَهُ

عَوناً مِن اللَهِ فيما اللَهُ قَدّرهُ

لَو أَن قسّاً رَأى ما ضَمَّ أَبرُدهُ

مِن الفَصاحة إِجلالاً لِوقرهُ

أَو رامَ أَدراك وَصف مِن مَآثره

هَذا الزَمان لاعياه وَحيره

يَهدي إِلَيك ثِمار الفَضل يانِعة

مِن كُلِ سَطر بِرَوض الطُرس حررهُ

ما عَزّ مِن مُشكل إِلّا وَبَينَهُ

وَلا طَغى حادث إِلّا وَدَبَرهُ

وَلا أَتى شادِنٌ يَشكو سَطا أَسد

إِلّا وَحُكمَهُ فيهِ وَظَفَرهُ

مِن أُسرة مَلَكوا رَقَ الفَخار وَقَد

حازوا مِن الفَضل دونَ الناس أَوفَرَهُ

قاموا بِدين إِلَه العَرش وَاِنتَصَروا

ِما بِهِ جاءَنا الهادي وَقَرَرَهُ

داموا وَدامَ مُقيماً تَحتَ ظِلَهُم ال

صافي في النَعيم الَّذي بُلِغَت أَكثَرَهُ