أرى فكرتي في فنون القريض

أَرى فِكرَتي في فُنونِ القَري

ضِ تَأَتي بِأَشباهِ دُرٍّ نَظيمِ

وَفي الشُكرِ ما مِن يَدٍ لي تَطولُ

وَلَو خَطَبوهُ بِطَولٍ جَسيمِ

فَلا شُكرَ عِندي سِوى ما رَهَن

تُ عِندَ الكَريمِ اِبنِ عَبدِ الكَريمِ

بِما خَصَّني حادِثاً مِن نِداهُ

وَما عَمَّني كَرَماً في القَديمِ

تَطَوَّقتُها مِلءَ جيدٍ لَهُ

قَلائِدَ مُتَّضِحاتُ الوُسومِ

غَمامُ سَماحٍ إِذا ما أَظَلَّ

تَمَزَّقَ عَنّي لَيلُ الغُمومِ

سَما بِيَ فَوقَ المُنى جاهُهُ

فَأَقبَضَني عالِياتِ النُجومِ

وَأَشرَكَني الجودُ في مالِهِ

إِلى أَن حَلَلتُ مَحَلَّ القَسيمِ

وَلَستُ أُعَرِّضُ كَالمُستَزيدِ

وَلَكِن أُصَرِّحُ كَالمُستَديمِ

فَإيهٍ فِدىً لَكَ تَفسي الَّتي

بِكَ اِنتُشِطَت مِن عِقالِ الهُمومِ

لِأَذمَمتَ لي مِن صَروفِ الزَمانِ

وَغَيرُكَ رَبُّ الذِمامِ الذَميمِ

فَلِلَهِ دَرُّكَ مِن ماجِدٍ

أَخي خُلُقٍ في المَعالي عَظيمِ

أَلوفٍ لِطولِ ثَواءِ الضُيو

فِ لا بِالمَلولِ وَلا بِالسَؤومِ

طَلَعتُ عَلَيهِ غَداةَ الوَداعِ

بِجِدَّةِ وَجهي غَداةَ القُدومِ

وَعاهَدَني جودُهُ ظاعِناً

على أَن يَراني بِعَينِ المُقيمِ

فَلا زالَ مَجدُكَ يا اِبنَ الكِرا

مِ غُرَّةَ وَجهِ الزَمانِ البَهيمِ

كَذَلِكَ ما صَقَلَت لِلعُيونِ

مُتونَ الرِياضِ أَكُفُّ الغُيومِ