خلوة

أخلو بصوتكِ والظنونِ الآثمةْ

وقليلِ عقلٍ إنْ شَططتُّ، يقولُ: مَهْ

وأُعيدُ في التسجيلِ ضحكتَكِ التي

تتصنعينَ بها الظّروفَ المُبهَمَة

بينَ الرسائلِ غارقٌ مُسترسلٌ

في البحثِ عن قلبٍ فراقُكِ حطَّمَه

ماذا ستُظهرُ لي الرسائلُِ بيننا

غيرَ الأسى والذكرياتِ المؤلمة؟

قاسٍ حضورُكِ في الغيابِ، وأنتِ مُذ

غادرتِ حتى الآنَ لا أدري لِمَه

هل ترجعينَ؟ أشكُّ بل مُتأكّدٌ

لولا طلوعكِ في الرؤى مُتبسّمة

أعطاكِ هذا البُعدُ بُعْداً آخراً

فأبانَ عن ذَهَبٍ، وأخفى منجَمَهْ

زيدي إذا يرضيكِ موتي أكثري

حلوٌ هواكِ بريئةً أو مُجرمَة!

لا يائساً منّا ولا متفائلاً

أنا عالقٌ ما بينَ ليتَ ورُبَّمَه

ماضيكِ في حلقي وصدري مُنهكٌ

من سوءِ حاضرنا وناري مُضرَمَة

أنجبتُ منكِ قصيدةً أهملتِها

وأراق قلبي في جوانِبها دَمَهْ

“أفكارُكِ السّوداءُ” كانتْ طفلةً

لكنَّها كبُرَت وصارتْ مَلحمَة!

لا تسألي كيفَ احتملتُ، وما جرى

إنّي خسرتُ منَ انتصاري مُعظَمَه

خلّفتِ في عينيَّ ليلاً بارداً

حتّى نجومُكِ فيهِ كانت مُظلِمَة

أنا كالكتابِ الفردِ عزّ بأرضهِ

وأذلَّهُ المنفى بسوءِ التّرجَمَة!

للمشكلاتِ أحنُّ لي مُستنفراً

إذ تقتُلينَ فصاحتي بالتمتمة

وأحنُّ حتّى للغموضِ، وخوفِنا

مما تُخبّؤهُ الليالي المُعتِمَة

وأحنُّ لاسمي في شفاهكِ لهفةً

و “اشتقتُ” حينَ تجيءُ دونَ مُقدّمَة

حنّي إليَّ كما أحنُّ لعلّنا

نبني الذي كِبري وكِبرُكِ هدَّمَه

شيءٌ يُعيدكِ من جديدٍ سَهلةً

وقريبةً جدّاً ولي مُستسلمَة

والآنَ هذا الشيءُ يهمسُ في دمي:

هيَ فيكَ حتّى بعدَ هجركَ مُغرمَة

بالعقل يبدو مُستحيلاً حُبُّنا

والقلبُ قررَ أن تكوني توأمَه

كوني نصيبي لو بحلمٍ عابرٍ

فلكم دعوتُ اللهَ لي أن يقسمَه