عودة

أهلاً بعائدةٍ تُفتشُ عن قتيلٍ

ماتَ فيها قبل دهرينِ اشتياقا

أهلاً، أنرتِ القُربَ..

يُمكنُكِ المرورُ إلى قتيلكِ

من ممرّ الأُمنياتِ

تفضّلي:

خلفَ الحرائقِ

بعدَ ضاحيةِ الحنينِ

على اليمينِ

هناكَ مثواهُ الأخيرُ..

فأظهري حزناً عليهِ

وأظهري إشفاقا..

و لتعذريهِ إذا اقتربتِ ولم يَركْ..

هو لم يُرقْ دمعاً عليكِ

إذ انتبذتِ فراقا..

هوَ سالَ حتى أهدرَ الأحداقا

أهلاً بمولاةِ الغموضِ الواضحة..

خمّنتُ أنكِ لن تعودي

فانتقلتُ إلى غدي

وتركتُنا في الأمسِ ذكرى مالِحة

ماذا أتى بكِ من كهوفِ البارحة؟

أهلاً، أظنُّكِ لا تُريدينَ الحديثَ الآنَ

عن ذنبِ العطورِ الجارحة

أهلاً بعودتكِ الجديرةِ بالرّضا..

لكن بماذا سارحة؟

أهلاً بدائمةِ الحضورِ

المُستعيرةِ في الغيابِ ملامِحَ التشتيتِ..

إنّي أرى في صمتِ عينيكِ الحزينِ

بلاغةَ المَسكوتِ

هل أدركتنا لعنةُ التوقيتِ؟

أنا لم أُصَبْ إلا بحبِّكِ..

رُبّما عدلاً بما أبلَيْتِني، أُبليتِ

أنا لم أُصَبْ

عوفيتُ من عينيكِ..

لا عوفيتِ!

.