فوضى

كيفَ تنجو منَ الحياةِ وترضى

جُلُّ هذا المُحيطِ حولكَ مَرضى!

أنتَ في الفخِّ فابتسم! لستَ تدري

إنّ بعضَ العذابِ للأمرِ أقضى

يا انتظاري وأنتَ أدرى بروحي

من ضياعٍ إلى انهزامٍ لفوضى

يعلمُ اللهُ وحدَهُ كم جدارٍ

خلفَ قلبي يُريدُ أن ينقضّا!

غيَّرَ الدهرُ جلدَهُ فابتُلينا

بزمانٍ يَضجُّ حِقداً وبُغضا

أينَ حُبّي؟ وكيفَ ضاعَ؟ وماذا

عن بلادي، ومجدِها حينَ أفضى؟

أكلتني الجراحُ يا ابنةَ عمّي

وزمانٌ مضى ولا يتَقَضّى!

وبرغمِ الأسى الذي في عروقي

ثَمَّ شيءٌ يَشدُّ بعضيَ بعضا

أبحثُ الآن عن عدوٍّ شريفٍ!

لا يُحابي، وليسَ يهتِكُ عِرضا

عن عهودٍ لقائدٍ عرَبيٍّ

لم يَخُنها، ولم تَذُق منهُ نقضا

عن زمانٍ يكونُ أعدلَ حكماً

في شعوبٍ تُذَلُّ رَفعاً وخَفضا

عن بلادٍ جَرَتْ دماها وضوءاً

لا بلادٍ ببولها تتوضّا!

لُعبةُ الحظّ لُعبةٌ لم أخُضها

وكقومي قضيتُ عمريَ ركضا

قد نفضتُّ اليدينِ من كلّ حبٍّ

لكنِ القلبُ لم يَزل بيَ غَضّا

علّمتني الحياةُ بعدَ سنينٍ

أنّ أحلى الحياةِ ما كانَ رفضا

لم يَزل فيَّ ما يقولُ: سترضى

ربِّ هبني لما أؤمّلُ نبضا