لعنة الكاف

أتاكَ همْساً، ومثلَ الماءِ شفّافا

ويرتدي السِّلمَ لكن كانَ سيّافا!

ومثل عادتهِ يأتي على عجلٍ

ولا يراعي بما يُمليهِ أعرافا

ما أنتَ أوّلُ مقتولٍ بضحكتهِ

ولستَ آخرَ من يُرديهِ إجحافا

في فخّ يأسينِ، مُحتاراً ومُحترقاً

كذا “أُحبُّ” إذا أتبعتَها كافا

وكلُّ حسٍّ تُخيفُ القلبَ دَقّتُهُ

يصيرُ حبّاً، وإن حاولتَ إيقافا

ويفرضُ الشكلَ والتوقيتَ، ثمّ إذا

كتمتَ خوفاً، فشا روحاً وأطرافا

ولا يكونُ حقيقيّاً وذا آثَرٍ

إذا لقيتَ بهِ عدلاً وإنصافا!

ولا نجاةَ مُحالٌ، إنّهُ ثِقَلٌ

إذا تخففتَ منهُ، زادَ أضعافا

لهِ قلبي بما عانى وورّطني

ضننتُ فيهِ، وغالى فيَّ إسرافا

لا منطقيّةَ تُجدي في تفهُّمِهِ

يُفنيكَ شُحّاً، ليُحيي فيكَ مِضيافا

مأوى الجميعِ أنا، جبّارُ أفئدةٍ

رغمَ الهشاشةِ بي واسيتُ آلافا

قد أتّقي الشّوقَ يأتيني ليَخطِفَني

فكيفَ إن كانَ ضعفُ النّفسِ خطّافا!؟

لُعنتَ يا أيّها الفخّ الذي سَقَطَت

بهِ حياتيَ آمالاً وأهدافا

فما دعوتَ إلى رُشدٍ ولا رَشَدٍ

ولم تكن قطُّ عندَ الحقّ وقّافا

أريتني فكرةَ الزّقومِ سائغةً!

ورُحتَ تُقنعُ فيها خافقاً خافا

صوّرتَ لي البُعدَ كُفراً دونَ تَهلكةٍ

وكنتَ تُخفي بهِ عاداً وأحقافا!

ويا حبيبي الذي ما زال يؤلمني

بغير قصدٍ، وقصداً عندما جافى

كن لي أماناً إذا أفرطتُّ في قلقي

وأتبِعِ الآهَ والحرمانَ ألطافا

خُلقتُ عاصمةً كبرى، وفارغةً

منَ الحياةِ فكن لي أنتَ أريافا