ألا من لعين لا تزال تسيل

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَزالُ تَسِيلُ

وَعَينُ المُحبِّ المُستَهامِ هَمُولُ

وَطَرفٍ أَبى يا عَمرَ إِلّا اتِّباعَكُم

وَقَلبٍ أَبى إِلّا عَلَيكِ يَجُولُ

أَبي شِقوةً أَن يَرعَوي وَهوَ مالَهُ

إِلَيها أُرى حَتّى المَماتِ سَبيلُ

وَهاجَ لَهُ حُبُّ البَخيلَةِ حُزنَهُ

وَقِدماً يُحَبُّ الشَيءُ وَهوَ بَخيلُ

وَإِنّي وَإِنحَلَّأتِ قَلبي لَقائلٌ

وَذَو البَثِّ يَعنيهِ الهَوى فَيَقُولُ

حَبَستِ هَداكِ اللَهُ قَلبي لِحَقِّهِ

وَتَقضي نِساءٌ ما لَهُنَّ قَليلُ

وَلَو شاءَ قَلبي باعَ غَيرَكِ فَاِقتَضى

وَلَكِنَّهُ يَأَبى وَأَنتِ مَطُولُ

وَإِنَّ إِنصِرافي عَنكِ لا تُنقِصينَ لي

مِنَ الحَقِّ شَيئاً فَاعلَمي لِثَقِيلُ

يَقُولُ نِساءٌ حُبُّ عَمرَةَ شَفَّني

زَعَمنَ وَفي جِسمي لِذاكَ نُحُولُ

وَوَاللَهِ ما أَحبَبتُها حُبَّ رِيبَةٍ

وَلَكنَّما ذاكَ الحُبابُ قَتُول

دَعَت قَلبَهُ عَينٌ إِلَيها مَشُومَةٌ

عَلَيهِ وَعَينٌ لِلفُؤاذِ دَليلُ

لَدى الجَمرَةِ الوُسطى أَصيلاً وَحَولَها

نَواعِمُ حُورٌ دَلُّهُنَّ جَميلُ

تَكَنَّفنَها مِن كُلِّ شِقٍّ كَأَنَّها

سَحابَةُ صَيفٍ تَنجَلي وَتَحيلُ

إِذا ضَرَبَت بِالبُردِ مِن دُونِ وَجهِها

تَلالا أَحَمُّ المُقلَتَينِ أَسِيلُ

عَلى جِيدِ أَدماءٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ

لَها نَظَرٌ يُبلي المَشُوقَ كَلِيلُ