بلغ قريبة أن البين قد أفدا

بَلِّغ قُرَيبَةَ أَنَّ البَينَ قَد أَفِدا

وَأَنَّنا إِن سَلِمنا رائِحُونَ غَدا

كَم بِالحَرامِ وَلَو كُنّا نُجامِلُهُ

مِن كاشِحٍ وَدَّ أَنّا لا نُرى أَبَدا

حُمِّلَ مِن بُغضِنا غِلّا يُعالِجُهُ

وَقَد تَمّلا عَلَينا فِيكُمُ حَسَدا

وَذاتِ وَجدٍ عَلَينا تَبُوحُ بِهِ

تُحصى اللَيالي إِذا غِبنا لَها عَدَدا

حَرِيصَةٍ أَن تَكُفَّ الدَمعَ جاهِدَةً

وَما رَقا دَمعُ عَينَيها وَلا جَمَدا

يا لَيلَةَ السَبتِ قَد زَوَّدتِني سَقَماً

حَتّى المَماتِ وَحُزناً صَدَّعَ الكَبِدا

قامَت تَهادى عَلى خَوفٍ تُشَيِّعُني

مَشى الحَسِيرِ المُزَجّى أُحشِمَ الصَعَدا

لَم تَبلُغِ البابَ حَتّى قالَ نِسوَتُها

مِن شِدَّةِ البُهرِ هَذا الجَهدُ فاتَّئِدا

أَقعَدنَها وَنَثا ما قُلنَ ذُو حَسَدٍ

صَبٌّ بِلَيلى إِذا ما أُقعِدَت قَعَدا