تحمل اليوم أم لم تبرح الأنس

تَحَمَّلَ اليَومَ أَم لَم تَبرَحِ الأُنُسُ

أَباطِلٌ ذاكَ أَم حَقُّ الَّذي دَسَسُوا

لَو ذَهَبُوا لَم يَطِب نَجدٌ لِساكِنِهِ

وَقَد يَطِيبُ بِهِم نَجدٌ إِذا جَلَسُوا

ما زِلتُ مِن رَوعَةِ البَينِ الَّذي ذَكَرَوا

أُذري الدُمُوعَ وَمِنّي يُحفَزُ النَفَسُ

كَأَنَّني حارِمٌ بِالتَبلِ مُرتَهَنٌ

ساهِي الفُؤادِ عَلَيهِ الأَمرُ مُلتَبِسُ

أَو شارِبٌ مُدمِنٌ طابَ المُدامُ لَهُ

في المُدمِنينَ فَمِنهُ العَقلُ مُختَلَسُ

ما أَطعَمُ النَومَ حَتّى الصُبحِ أَكلَؤُهُ

كَما تَكالا حِذارَ العَورَةِ الحَرَسُ

أَرعى النُجُومَ وَطُولُ اللَيلِ مُعتَكِرٌ

حَتذى بَدا الفَجرُ جِلباباً لَهُ الغَلَسُ

مِن حُبِّ لَيلى وَإِنَّ الأَرضَ ما سَكَنَت

لَيلى فَإِني بِتِلكَ الأَرضِ مُحتَبَسُ

تَرجُو الوُشاةُ بِأَني فِيكِ أَرهَبُهُم

وَكُنتُ أَحسِبُهُم مِن ذاكَ قَد يَئِسُوا

مِثلَ الضَفادِعِ نَقاقونَ وَحدَهُمُ

إِذا خَلَوا وَإِذا لاقَيتُهم خُرُسُ

وَقَد عَلِمتِ إِذا ما اللَيلُ أَعظَمَهُ

بَعضُ الرِجالِ وَهابُو الهَولَ فَاِكتَنَسُوا

أَن رُبَّ لَيلَةِ مِشفارٍ مُزَعزِعَةٍ

طَخياءَ لَيسَ بِها لِلنِسعِ مُلتَمَسُ

قَد بِتُّ أَجشمُ فيها الهَولَ نَحوَكُمُ

إِذا الرِجالُ لَدى أَمثالِها نَعَسُوا

أَجتازُ قَفراً بَعِيدَ القَعرِ لَيسِ مَعي

إِلّا الإِلهُ وَإِلّا السَيفُ وَالفَرَسُ