تلك عرسي تلومني في التصابي

تِلكَ عِرسِي تَلُومُني في التَصابي

مَلَّ سَمعي وَما تَمَلُّ عِتابي

أَهجَرَت في المَلامِ تَزعمُ أَنّي

لاحَ شَيبي وَقَد تَوَلّى شَبابي

أَن رَأَت رَوعَةً مِنَ الشَيبِ صارَت

في قذالي مُبِينَةً كِالشِهابِ

تَحتَ لَيلٍ بِكَفٍّ قابِسِ نارٍ

إِعتَشاها بِعارِضٍ مِن سَحابِ

قُلتُ مَهلاً فَقَد عَلِمتِ إِبائِي

مِنكِ هَذا وَقَد عَلِمت جَوابي

لَيسَ ناهِيَّ عَن طِلابِ الغَواني

وَخطُ شَيبٍ بَدا وَدِرسُ خِضابِ

وَرُكُوبٌ إِذا الجَبانُ تَطَوّى

فَرَقاً عِندَ عِرسِهِ في الثِيابِ

أَحمِلُ السَيفَ فَوقَ أَقرَح وَردٍ

ذي حُجُولٍ كَأَنَّهُ سِيدُ غابِ

أَجشَمُ الهَولَ في الكَعابِ وَقِدماً

جَشِمَ الهَولَ ذُو الهَوى في الكَعابِ

أَيُّها القَصرُ ذُو الأَواسِيِّ وَالبُس

تانِ بَينَ القُصُورِ فَوقَ الظِرابِ

خَصَّكَ اللَهُ بِالعِمارَةِ مِنهُ

وَوَقاكَ المَليكُ وَشكَ الخَرابِ

إِنَّني وَالمُجَمِّرِينَ بِجَمعٍ

وَالمُنيخِينَ خَلفَهُم بِالحِصابِ

لَم أَحُل عَنكَ ما حَيِيتُ بِوُدّي

أَبَداً أَو يَحُولَ لَونُ الغُرابِ

دَونَها الحارِسُ الشَفِيقُ عَلَيها

قَد تَولّى مَفاتِحَ الأَبوابِ

بِمُنيفٍ كَأَنَّهُ رُكنُ طَودٍ

ذي أَواسٍ مُطَمَّرِ المِحرابِ

وَتَرَقَّيتُ بِالحِبالِ إِلَيها

بَعدَ هَدءٍ وَغَفلَةِ البَوّابِ

فَجَزَتني بِما عَمِلتُ ثَواباً

حَسَناً كُنتُ أَهلَ ذاكَ الثَوابِ

إِعتِناقاً عَلى مَخافَةِ عَينٍ

قَد رُمِقنا بِها وَقَومٍ غِضابِ