لمن طلل وخيم قد عرينا

لِمَن طَلَلٌ وَخَيمٌ قَد عَرينا

وَسُفعٌ حَولَ أَورَقَ قَد صَلِينا

أُوارَ النارِ حَتّى هُنَّ جُونٌ

وَلَم يُخلَقنَ يَومَ خُلِقنَ جُونا

عَفاها القَطرُ أَزماناً وَرِيحٌ

كَساها بَعدَ ساكِنِها دَرينا

تَعاقَبَها فَقَد بَلِيَت كُرُورٌ

مِنَ العَصرَينِ مُوحِشَةً سِنِينا

بِشَرجِ الهَضبَتَينِ وَحَيثُ لاقى

رُقاقُ السَهلِ مِن خُوعى الحُزُونا

عَرَفتُ بِها مَنازِلَ ذَكَّرَتني

مَعالِمُ آيها شَجَناً دَفِينا

وَآياتُ الرُسُومِ مُذَكَّرَاتٌ

أُمُوراً قَد مَضَينَ وَقَد نُسِينا

وَمَجلِسِ أَربَعٍ يَشكِينَ لَيلاً

إِلَيَّ مِنَ الصَبابَةِ ما لَقِينا

فَأَبدَيتُ الحَديثَ حَديثَ نَفسي

وَما قَد كُنتُ قَد أَضمَرتُ حيناً

مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ إِن شَوقي

لَهُنَّ يَكُونُ أُهوَنُهُ رَصِينا

خَرائِدُ ما خَرَجنَ إِلَيَّ حَتّى

جَعَلنَ لِمَن يَخَفنَ بِنا عُيُونا

فَأَخفَينَ الَّذي أَجمَعنَ لَمّا

أَرَدنَ لُقَيَّنا حَتّى خَفِينا

كَأَنَّ دَلِيلَهُنَّ بِهنَّ يَهدى

جَوازئَ مِن نِعاجِ الرَملِ عِينا

فِجِئنَ وَما يَكَدنَ إِذا اِرجَحَنَّت

بِها الأَعجازُ مِن ثِقَلٍ يَنُونا