هاج الفؤاد وأمسى الحلم قد عزبا

هاجَ الفُؤادُ وَأَمسى الحِلمُ قَد عَزَبا

بَعدَ العَزاءِ وَبَعدَ الصَبرِ قَد غُلِبا

وَهاجَهُ ذِكرُ قُربى بَعد سَلوَتِهِ

وَراجَعَ القَلبَ ما يَلقى فَقَد نَصَبا

وَجَشَّمَتهُ السُرى قُربى وَما جَشِمَت

قُربى سُرى لَيلَةٍ فيهِ وَلا تَعَبا

أَقُولُ لَمّا اِلتَقَينا وَهيَ مُعرِضَةٌ

لِقيلِ واشٍ عَلَينا يَقرِضُ الكَذِبا

فَقُلتُ لا تُعرِضِي نَفسي الفِداءُ لَكُم

في غَير شَيءٍ وَما نَأتي لَكُم غَضَبا

اللَهُ يَعلَمُ ما أَحبَبتُ حُبَّكُمُ

يا قُربَ مِن خَلقِهِ عُجماً وَلا عَرَبا

قَد كُنت أَحسَب وَجدي يا قَريب لَكُم

حَتّى أَتَحتِ لَنا بِالخَيفِ قَد ذَهَبا

لَمّا مَدَدتُ بِحَبل القَلبِ نَحوَكُمُ

خَفَّ الفُؤادُ لِما تَهوَينَ فَانجَذَبا

وَاللَهِ ما قَرُبَت قُربى وَلا نَزَحَت

إِلّا اِستَخَفَّ إِلَيها قَلبُهُ طَرَبا

وَلا دَعَت شَجوَها يَوماً مُطَوَّقَةٌ

إِلّا تَرَقرَقَ ماءُ العَينِ فَاِنسَكَبا

فَإِن كَلِفتَ بِقُربى أَو كَمِدتَ فَقَد

عَنَّتكَ قُربى وَأَترابٌ حِقبا