يا عاذلي اليوم لا تعذلا

يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا

رُوحا فَإني مِن غَدٍ مُغتَدِ

إِن شاءَ ذاكَ اللَهُ ثُمَّ إِذهَبا

لَن تَصحباني آخِرَ المُسنَد

لا يَبتَغي الواجِدُ مِثلي أَخاً

إِذا أَخُو الواجِدِ لَم يُسعِدِ

في الحُزنِ إِن نابَ الفَتى حُزنُهُ

وَصاحِبُ المَرءِ بِهِ مُقتَدِ

ذَكَّرَني قَرناً وَخَيماً بِهِ

مازَلَّ مِن عَيشي فَلَم أَرقُدِ

إِلّا قَليلاً لَيتَهُ لَم يَكُن

شَيئاً كَنَومِ الخائِفِ الأَرمَدِ

وَمَنزِلُ الحَيِّ بِهِ قَد عَفا

إِلّا مَخَطَّ النُؤى وَالمَوقِدِ

بِالشِعبِ ذي الماءِ الَّذي سَيلُهُ

يَسلُكُ خَلفِ الظَرِبِ الأَسوَد

يَمينَ مَن مَرَّ بِهِ مُتهِماً

وَعَن يَسارِ الجالِسِ المُنجِد

إِذ نَحنُ أخدانُ الصِبا وَالهَوى

مِنّي وَمِن أَسماءَ لَم يَنفَد

أَكابِدُ اللَيلَ كَأَنّي بِهِ

مُحتَبِلٌ يَرصُدُ في مَرصَدِ

وَمَجلِسُ النُسوَةِ بَعدَ الكَرى

في رَوضَةٍ ذاتِ أَقاحٍ نَد

خَرَجنَ يَمشينَ مَعاً موهِناً

مَشيَ مَها الرَملِ إِلى مَوعِدِ

مِنّي وَمِنهُنَّ وَقَد نَوَّمَت

عَنّا عُيُونُ الكُشَّحِ الحُسَّد

فِيهنَّ حَوراءُ لَها صُورَةٌ

كَالبَدرِ قَد قارَنَ بِالأَسعُدِ

مَمكُورَةُ الساقَين رُعبُوبَةٌ

كَالغُصنِ قَد مالَ وَلَم يُخضَدِ