يا من لعين قد أجلى نومها الأرق

يا مَن لِعَينٍ قَد أَجلى نَومَها الأَرَقُ

فَدَمعُها بَعدَ نَومِ الناسِ يَستَبِقُ

لَم تَرقُدِ اللَيلَ مِن هَمٍّ أَلَّم بِها

حَتَّى اِرتَدى في الصَباح الواضِحِ الأُفُقُ

لَم أَجنِ ذَنباً وَلَم آتي لَكُم سَخطاً

فَفيمَ تُحجَبُ عَنّي دُونَكِ الطَرُقُ

قَد أَوثَقَتهُ بِغُلّ وَهيَ مُطَلَقَةٌ

هَل يَستوي الموثَقُ المَغلُولُ وَالطَلِقُ

فَمَن تَكَلَّفَ حُباً أَو تَخَلَّقَهُ

فَإِنَّ حُبَّكِ مِنّي شِيمَةٌ خُلُقُ

ما أَستَطِيعُ سِواهُ قَد عَلِمتِ وَما حُبِّي

بمَذقٍ وَبِئسَ الخُلَّةُ المَذَقُ

سَمَّيتني خَلَقاً لِخُلَّةٍ قَدُمَت

وَلا جَديدَ إِذا لم يُلبَسِ الخَلَقُ

يا أَيُّها المُتَحَلِّي غَيرَ شِيمَتِهِ

وَمَن خَلائِقُهُ الاقصارُ وَالمَلَقُ

إِرجِع إِلى الحَقِّ إِمّا كُنتَ فاعِلَهُ

إِنَّ التَخَلُّقَ يَأتي دُونَهُ الخُلُقُ

وَلا يُواتِيكَ فيما نابَ مِن حَدَثٍ

إِلّا أَخو ثِقَةٍ فَاِنظُر بِمَن تَثِقُ