ومرنان معبسة ضحوك

وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك

مُهَذَّبَةِ الطَبائِعِ وَالكَيانِ

مُغالِبَةٍ وَلَيسَ بِها حَراكٌ

وَباطِشَةٍ وَلَيسَ لَها يَدانِ

لَها في الجارِحِ النَسَبُّ المُعَلّى

وَإِن هِيَ خالَفَتهُ في المَعاني

تَطيرُ مَعَ البُزاةِ بِلا جَناحٍ

فَتَسبِقُها إِلى قَصَبِ الرِهانِ

وَتُدرِكُ ما تَشاءُ بِغَيرِ رِجلٍ

وَلا باعٍ يَطولُ وَلا بَنانِ

وَتَلحَظُ ما يَكِلُّ الطُرفُ عَنهُ

بِلا نَظَرٍ يَصِحُّ وَلا عيانِ

لَها عُضوان مِن عَصَبٍ وَلَحمٍ

وَسائِرُ جِسمِها مِن خَيزُرانِ

يُخاطِبُ في الهَواءِ الطَيرُ مِنها

بِلَفظٍ لَيسَ يَصدُرُ عَن لِسانِ

فَإِن لَم تُصغِ أَردَتها بِطَعنٍ

يَنوبُ الطينُ فيهِ عَنِ السِنانِ

مُقَرطَفَةٌ مُمَنطَقَةٌ خَلوبٌ

مُهَفهَفَةً مُخَفَّفَةً الجِرانِ

مُذَكَّرَةٌ مُؤُنَّثَةٌ تَهادى

مِنَ الأَصباغِ في حُلَلِ القِيانِ

مُعَمِّرَةٌ تَزايَدُ كُلَّ يَومٍ

شَبيبِتُها عَلى مَرِّ الزَمانِ

كَأَنَّ اللَهَ ضَمَنَها فَبانَت

لَنا في الرِّزقِ عَن أَوفى ضَمانِ

أَعَزَّ عَلى العُيونِ مِنَ المَآقى

وَأَحلى في النُفوسِ مِنَ الأَماني

إِذا ما اِستَوطَنَت يَوماً مَكاناً

تَوَلّى الجَدبُ عَن ذاك المَكانِ