إذا سجا ليل خطب مظلم وغشي

إِذا سَجا لَيلُ خَطب مُظلِم وَغَشي

فَلُذ بِعَبدِ العَزيز المَهدَوي القُرَشي

وَالجأ لِذاكَ الكَثيبِ الفَردِ والقِ بِهِ

عَصا مَسيرِكَ واسعَد فيهِ وَاِنتَعِش

وَالثَم ثَرى رَوضِهِ المِعطارِ واهدِ لَهُ

تَحيَّةً كُلَّ إِبكارٍ وَكُلَّ عَشي

وَقُل لَهُ بِأَبي بَكرٍ أَبيك أَنَل

نَزيلَك الأَمنَ مِمّا هالَ مِن دَغَشِ

بالحاتِميِّ الَّذي وافاكَ مُقتَبِساً

يَعشو لِنورِكَ فيمَن أُمَّهُ وَغَشي

وَبالظَريفِ وَبالباجي وَصالِح مَن

نَزيلُهُم آمِنٌ مِن كَفِّ مُنتَهِشِ

بالشَيخِ جَرّاح عَجِّل بالدَواء لما

أَلَمَّ بِالقَلبِ مِن جُرحٍ وَمِن خَدشِ

بِحَقِّ جيرَةِ هَذا السَفحِ قاطِبَةً

ابلُلُ جَناحيَ فَضلاً بالنَدى وَرِش

حَتّى أَطيرَ سُرورّا في الحَياةِ وَفي

يَوِ المَعادِ إِذا ما الناسُ في دَهَشِ

وَكُن لِارِكَ مَعَ أَهليهِ إِنَّ لَهُ

بِذا عَلَيكَ ذِماماً بالخَضوعِ وُشي

الطَود ظِليِّ وَأَضحى شاكياً حُرقي

وَالماءُ حَولي وَيا لَهفي وَيا عَطَشي

حاشا نَزيلَك أَن يَمضي عَلى مَضَض

وَقَلبُهُ بِسهامِ النائِباتِ حُشي

وَفَضلُكُم عَمَّتِ الأَقطارَ شُهرَتُهُ

وَسارَ مِن تونِسٍ لِلهِندِ وَالحَبَشِ

نَعَم وَتَشهَد بالإِيمانِ لي وَبِما

عَلى ضَريحك مِن خَطي وَمِن نَقَشي

وَزادَكَ اللَهُ رَبّي مِن رِضاهُ إِلى

لُقياكَ في جَنَّةِ المأوى عَلى فُرُش

مُجاوِرَ المُصطَفى المُختار عُدّتِنا

يَومَ المَعادِ وَيَومَ الهَولِ وَالدُرَشِ

عَلَيكَ أَزكى صَلاةٍ تَجل عَن بَصَري

وَخاطِري غَيهَبَ الأَوهامِ وَالعَمَش