بالسعد قد ركب الأمير

بِالسَعدِ قَد رَكِب الأَمير

الصادِقُ الباشا المُشير

في آله وَوَزيره

المُصطَفى الصَدر الكَبير

وَمُباشِر الأَمر الَّذي

هوَ اسمُهُ للدين خَير

وَرِجال دَولَته وَمَن

سَمّى وَأَكرَمَ بالحُضور

كَرُّوسَةُ البابور ما

يَدعونَها إِشمان دَفير

يَبغي زَيارَة مُحرز

ذي الجاه وَالقَدر الشَهير

في يَوم حَفلٍ ما لَهُ

فيما مَضى قَط نَظير

وَالناسُ قَد حُشِرَت ضُحى

وَالطَرفُ قَد وَلّى حَسير

فَرأيتُ أَمراً هائِلاً

لَمّا اِستَمَرّت في المَسير

وَحَسِبتُ أَنّي هائِمٌ

وَتَشابَهَت عِندي الأُمور

الأَرضُ قابَلَت السَما

بِمَجَرَّةٍ فيها بُدور

أَم ذا البِساطُ وَذا سُلَي

مانُ الرَخاءُ بِهِ تَسير

أَم منحَةٌ ما نالَها

رَبّ الخَوَرنَق وَالسَدير

كَلّا وَلا إِسكَندَرٌ

في مُلكِهِ العالي الكَبير

لَو أَنَّ كِسرى شامَها

أَضحى لمرآها كَسير

أَو قَيصَرٌ مَرّت بِهِ

قالَ اِشهَدي أَنّي قَصير

أُعجُوبَةٌ مَكتومَةٌ

كالسِرِّ في طَيّ القُصور

حُبيَت بِها الخَضراءُ في

أَيّامٍ صادِقَها المُشير

مَن شادَ عَلياها وَمَن

أَجرى بِها العَذبَ النَمير

وَالعَدلُ أَحكَمَ وَصفَهُ

بِعُلى الوَزارَة وَالوَزير

فالكُل في أَمن وَفي

أَمَلٍ تَمَكَّنَ في الصُدور

اللَهُ يُحسِنُ عَونَهُ

مَهما بَدا خَطبٌ عَسير

وَيضزيدُهُ عزّا إِلى

عِزِّ عَلى مَرّش الدُهور

حَتّى نَرى في ظِلِّهِ

ما لَيسَ يَخطُرُ مِن أُمور

مِن هَذِهِ وَنَظيرَها

كالدّر قُلِّدَ في النُحور

تاريخُها أَكرَم بهِ

بالسَعدِ قَد رَكِبَ الأَمير