ترحم فهذا القبر قد ضم أحمدا

تَرَحَّم فَهَذا القَبرُ قَد ضَمَّ أَحمَداً

حَليف العُلى وَالمَجدِ وَالبأسِ وَالنَدى

أَميرُ الفُرسانِ مَن طارَ صيتُهُ

وَأَتهَمَ في حَسنِ الصَنيعِ وَأَنجَدا

فَلَو خَلَّدَ الذِكرُ الجَميلُ ابن آدَمٍ

لأَصبضحَ في ذا القُطرِ فَرداً مُخَلَّدا

وَلَو دَفَعَ المَعروفُ حَتفَ امرىء لَما

تَقَلَّدَ مِن ثَوبِ البِلى ما تَقَلَّدا

وَلَو زادَ في الآجالِ حُسنُ طَويَّة

لَطابَت لَهُ الدُنيا وَمُدَّ لَهُ المَدى

وَلَو كانَ يُفدى بِالنَفيسِ فَدَيتُهُ

وَأَعطَيتُهُ نَفسي وَأَنّي لَهُ الفِدى

مَضى آمِلاً دارَ السَلامِ مُسَلِّماً

رَضيّاً نَضيراً وَجهُهُ مُتَشَهِّداً

يَحُفّ بِهِ جُندٌ حَيارى لِفَقدِهِ

وَلَمّا يَسلوا المَشرِفيّ المُهَنَّدا

فَلَيتَ الرَدى سامَ الفَوارِسَ دونَهُ

وَلَكِن سَهمَ الحَتفِ جاءَ مُسَددا

فَبوىءَ مِن بُحبوحَةِ الخُلد رَوضَةً

وَرَوحاً وَرَيحاناً وَعَرفاً مُورداً

جَزاءً لَهُ عَن سيرَةٍ وَسَريرَةٍ

تَعَوّدَها الأَيّام مَثنى وَمَوحَدا

وَعَن حُسنِ ظَنٍّ بِالإِلَهِ لَو أَنَّهُ

تَمَثَلَّ في صَدرِ امرىءٍ ما تَعَبَّدَ

وَجاوَرَ هَذا الشَيخَ حَيّاً وَمَيِّتاً

وَلِلجارِ حَقّ في الحَياةِ وَفي الرَدى

وَذا لَحدُهُ في الأَرضِ أَرّخهُ زائِراً

أَميرُ لِوا الفُرسانِ أَحمَدُ أَلحِدا