حبيب رعى عهدا وبالطيف قد أسرى

حَبيبٌ رَعى عَهداً وَبِالطَيف قَد أَسرى

فَفَكَّ نُفوساً في وَثاقِ الهَوى أَسرى

تَلَفَّعَ بالظَلما وَوافى مُسَلِّما

فَلِلَّهِ ما أَحلىَ وَاِنسان مِن سَرا

تَأرّجَ لي مِنهُ الفَضا فَكَأَنَّني

شَمَمتُ بشهِ في باجَةٍ نَفَسَ الخَضرا

سَقى ساكنَ الخَضراءِ سُحبُ مَسَرّة

وَرَوى رُباها عارِضٌ يُضحكُ الزَهرا

وَحَيّا مَغانيها وَبَيّا مُقيمَها

وَأَلهَمَهُ عَن حِلِّهِ الحَمدَ وَالشُكرَ

مَعاهِدُ لَذاتي وَمَواطِنُ صَبوَتي

وَمَرتَعُ خِلّاني الألى زَيَّنوا الدَهرا

تَعَوَّضتُ مِنها وَحشَةً عَنَّت الحَشا

وَسَلَّت إِلى حَربي مُهَنَّدَةً بُترا

أَلا هَل إِلى الخَضراءِ أَوبَةُ نازِح

فَيُلقِ عَصا التَسيارِ بَل يُولها كَسرا

لَعَلَّ أَبا العَبَّاس يَرعى مَوَدّتي

فَيُبدِلُ حالي إِن يَشا بِها يُسرا

فَذاكَ الَّذي رَبَّى وَهَذَّبَ وَاِصطَفى

وَأَسدى أَيادي دُرُّها قَلَّدَ النَحرا

وَلَولا أَبو العَبّاسِ هَزَّ قَريحَتي

لَمّا نَثَرَت نَثراً وَلا شَعَرَت شِعراً

فَلا زالَ صَدراً في المَعالي مُقَدّماً

نَضُمُّ عَلى عَلياهُ مِن حُبِّهِ الصَدرا

وَدامَ سَعيد العَيشِ وَالحالِ كُلَّما

تَأَلَّقَ غَربيٌ يُذَكِّرُني الخَضرا