ساعفت بالوصال ونيل الأمل

ساعَفت بالوِصالِ وَنيل الأَمَل

وَزارَت عَلى رَغمِ مَن قَد عَذل

وَحَيَّت وَأَحيَت حَبيباً بِهِ

مِنَ الشَوقِ ما لَفظُهُ لا يَقل

تَبَدَّلَت الغُنجَ عَن كُحلِها

وَبالدَلِّ عَن حَليِها وَالحُلَل

وَتَبسَمُ عَن مِثلِ نَظمِ الجُما

نِ وَتَرمي المُاومي بِسَيفٍ المُقَل

حَديثُ المُتَيَّمِ فيها صَحيحٌ

فَحَدِّث وَلا تَخشَ فيهِ المَلَل

لَحى اللَهُ لا حيّ عَن حُبِّها

أَما يَعرِفُ الوَجهَ أَو يَستَدِل

دَليلٌ عَلَيها كَمِثلِ الشِها

ب وَمِثلِ في الناسِ سَيرَ المَثَل

وَكابنِ سَلامَةَ في فَضلِهِ

وَقَد سارَ في الناسِ سَيرَ المَثَل

إِمامٌ تَسامَت بِهِ تونِسٌ

وَأَبدَت بِهِ زينَةَ المُحتَفِل

وَبَوّأهُ اللَهُ سُبحانَهُ

مِنَ العِلمِ وَالحِلمِ فَوقَ الأَمَل

إِذا ما تَصَدّرَ في مَجلِسٍ

تَرى الشَمسَ حَلَّت بِبُرجِ الحَمَل

وَإِن بَسَطَ القَولَ في دَرسِهِ

تَرى كَيفَ يُبسَطُ رَقمُ الحُلَل

وَإِن أَخَذَت خَمسهُ لِليَراع

تَرى أَهلَهُ حَولَهُ كالخَوَلِ

أَيا عَضُدَ الدين يا سَعدَهُ

وَيا ناصِرَ الحق سامي المَحَل

وَمالِكَ ما قالَهُ مالِكٌ

وَتاليه في عِلمِهِ وَالعَمَل

وَمُلقيَ ما دَوّنَتهُ الكِرامُ

وَمُملي أَحاديثَ قُطبِ المِلَل

لَكَ اللَهُ مِن سَيدٍ دَأبُهُ

هُدى مَن تَحَيَّرَ أَو مَن يَضِل

هَنيئاً بِما نِلتَ مِن رُتبَةٍ

فَأَنتَ المُكافي لَها وَالأَجَل

وَهُنِّيتَ خَتمَ كِتابِ الشِفا

وَفُزتَ بِنَيلِ المُنى عَن عَجَل

وَلاقَيتَ رِضوانَ رَبِّ العِباد

وَرِضوانَ أَحمَدَ خَير الرسُل

وَلا زِلتَ كَهفاً مَنيعاً لِمَن

يَلوذُ بِعَلياكَ شَمسَ الدوَل

وَنيلُكَ فاضَ بِذا كُلِّهِ

وَأرّخ بِنَيلِ شِفاءٍ حَصَل