سعى بكأس الشراب

سَعى بِكأسِ الشَرابِ

مَن وَعدُهُ كالسَرابِ

أَنسُ بضني العَصرِ طُرّا

لا البَدرُ تَحتَ السَحابِ

لِلَّهِ يَومٌ نَعمِنا

مِن بَعدِ طولِ العِتابِ

وَبَعدَ هَجرٍ وَصَدّ

وَقَطَعِ رَدِّ الجَوابِ

فَقُلتُ يا مَن سَقاني

مِن قَبلُ خَمرَ الرِضابِ

لِم لا تَرِقُّ لِما بي

مِن لَوعَة وَعَذابِ

فَقالَ لي أَنتَ أَدرى

بِحالِ أَهلِ التَصابي

وَإِن تَجاهَلتَ فاِدري

سُلوانَ ذي الاكتِئابِ

سَقى رُباها سَحابٌ

يُزري بِكأسِ الشَرابِ

وَجادَها كُلّ قَطرٍ

لألاَؤُهُ كالحَبابِ

وَأَضحَكَ الزَهرُ فيها

ما في الرُبى وَالهِضابِ

وَما بِسُحيِّرِها مَن

تَختالُ بَينَ الكِعاب

تُصبي الحَليمَ إِذا ما

شامَتهُ تَحتَ النِقابِ