عاطني كأس الشمول

عاطِني كَأسَ الشَمول

وَأَعِد ذِكرَ الحلول

عَلِّلاني وَاِسقياني

عَلى أَلحانِ القيان

خَمرَةً مِن دارِ ياني

عَرفُها يَشفي العَليل

وَأديراها مُداما

ضَوؤُها يَشفي النَدامى

عُتِّقَت عاماً فَعاما

صُنعَ جيلٍ بَعدَ جيل

عَلَّها تَشفي فُؤادي

مِن هَوى مَن هيَ مُرادي

الَّتي حازَت مَقادي

رَبَّةِ الوَجهِ الجَميل

مِن بَناتِ الرومِ عَذرا

أَعرَبَت عَن مُلكِ كِسرى

يَسلُبُ الأَلبابَ قَسرا

طَرفُها الماضي الصَقيل

أَحسَنُ الناسِ مُحَيّا

أَملَحُ العالَمِ رَيّا

حُبّها جارَ عَلَيّا

دُلَّني كَيفَ السَبيل

كَم ثَنَيتُ القَلبَ عَنها

قالَ لي لا بُدَّ مِنها

غِرَّةٌ غَراءُ بَلها

لَيسَ تَدري ما أَقول

هَل مُعينٌ أَو عَذيرُ

أَو مُجيرٌ أَو نَصيرُ

فَأَنا اليَومَ أَسير

في رِضا الوَجهِ الجَميل

رَبَّةَ التاجِ المُعَلّى

هَل تَجودُ بِالوَصلِ أَم لا

إِنَّ صَبري قَد تَوَلّى

وَلَكِ العُمرُ الطَويل

كَم شُفينا وَاِجتَمَعنا

بِكُمُ حسّا وَمَعنى

عَن سِواكُم ما نَزَعنا

وَعَلَيكُمُ لا نَحول

وَاِصطَبَحنا وَاِغتَبَقنا

وَاِرتَشَفنا وَاِنتَشَقنا

وَاِلتأمنا وَاِعتَنضقنا

وَاِشتَفى مِنّا الغَليل