وافت تجرر ذيلها الديجوري

وافَت تُجَرّرُ ذَيلَها الدَيجُوري

فاِنجابَ صُبحُ الوَصلِ لِلمَهجورِ

وَأَتَت تُذَكِّرُ عَهدَ أَنسي بِالمَها

وَزَمانَ لَهوي بِالظِبا وَالحورِ

مَيّاسَةُ الأَغصانِ تَحسَبُ أَنَّها

نَشوى بِراحٍ مِن كُؤوسِ مُديرِ

تَشدو بِلَحنِ المَوصليّ وَمَعبَدٍ

وَمُخارِقٍ في نَغمَةِ الماخوري

فَتُعيدُ مَيتَ الصَدِّ حَيّاً مِثلَما

أَحيا السَنوسي النَظمَ بَعدَ دُثورِ

جَرَّ اليَراعَ يَضُمُّ أَشتاتَ العُلى

نَصباً لِناظِرِها لِنَفخِ الصور

وَسَما لِتَخليِدِ المآثِرِ وَالحُلىَ

لِلغابِرينَ وَشُهَّدٍ وَحُضورِ

وَتَقَلَّدَت مِنهُ البِلادُ نَفائِساً

وَفَرائِداً بِالرائِدِ المَشهورِ

تُزري بِأَزهارِ الرياضِ وَحُسنَها

في عَينِ كُلِّ مُحَقِّقٍ وَبَصيرِ

أَمُحَمَّداً وَابنَ الَّذينَ عُلومُهُم

في القُطرِ مِثلُ يَلَملَمٍ وَثَبيرِ

شَرَّفَتني بِفَريدَةٍ أَبدَعتَها

عامَ اِنتِزاهِ الصادِقِ المَنصورِ

فَظَلِلتُ مِن طَرَبٍ أَميلُ كَأَنَّني

نَشوانُ ماءِ الكَرمَةِ المَعصورِ

وَكأَنَّ ما أَتلوهُ مِن أَبياتِها

نَظمُ الفَرَزدَقِ أَو نِظامُ جَريرِ

فَنَظَمتُ ما يَرجو المُحِبّ بِقَولِهِ

عَن كاسِدٍ لِلعَجزِ وَالتَقصيرِ

داعٍ لَكُم بِسَعادَةٍ أَبَديَّةٍ

وَإِعانَةٍ وَمَبَرّة وَسُرورِ