وقد ألحق التطاوني محمد

وَقَد أَلحَقَ التَطاوِنيّ مُحَمَّدٌ

خَلائِفَ جاءَت بَعدَ هَذا المُعَظَّمِ

فَقالَ وَلَم يَلحَق بِقَولِهِ شأوَ مَن

مَقالُهُ فيهِم كالجُمانِ المُنَظَّمِ

أَتى بَعدَهُ عَبدُ العَزيز وَيا لَهُ

إِماماً حَوى بِالعِزِّ فَضلَ التَقَدُّمِ

أَتى قُبَّةَ الإِسلام وَهيَ عَلى شَفا

يَقولُ أَيا داراً لِمَيَّة فاِسلَمِ

بَدا أَمرُهُ مِن حَيثُ ما كانَ صنوهُ

إِلَيهِ اِنتَهى بِالحَزمِ وَالعَزمِ فاِعلَمِ

أَعَدَّ مِنَ الأَجنادِ وَالعُدَدِ الَّتي

تَجَرَّعَ فيها الروسُ كيسانَ عَلقَمِ

وَلَكِن لأمرٍ شاءَهُ اللَهُ خَلقَهُ

سَرى لَهُ في جُنحٍ مِنَ اللَيلِ مُظلِمِ

فَساقوهُ سَوقاً وَالسَماءُ تَجودُهُ

فمنهل مزن وَالمَحاجِر بالدم

وَقامَ مُرادُ الخَلقِ بَعدَهُ لِلَّتي

مَرامُها شأنُ كُلّ خِرقٍ مُعَمَّمِ

وَلَكِن مُرادُ الحَقِّ بَيَّنَ عَجزَهُ

فَعوضَ مِن عَبدِ الحَميدِ بِضَيغَم

بِلَيثٍ هَصورٍ لا يُبالي بِمَن عَدا

حَوالَيهِ مِن ذِئبٍ وَكَلبٍ مُذَمَّمِ

فَوَجَّهَ نَحوَ الروسِ وَجهَ اِهتمامِهِ

يَجُرُّ خَضَمّاً مِن خَميسٍ عَرَمرَمِ

وَلَكِن لٍسوءِ الحَظِّ خانَت ثَقاتُهُ

فَأَصبَحَ صُلحُ الروسِ أَجزَلَ مَغنَمِ

وَيا رُبّ صُلحٍ هوَ لِلحَرب عُدّةٌ

كَما اِغتَرَّ ذو ضِغَنٍ بِبادي التَبَسُّمِ

لأَمرٍ قَصيرٌ ما تَعَمَّدَ جَدعَه

لأنفٍ أَشَمَّ لا يُسامُ بِمَرغَم

بِهِ اِستَعزَلَ الزباءَ وَهيَ أَعَزّ مِن

أَعَزِّ عَزيزٍ كانَ لِلعِزِّ يَنتَمي

فجرعها كأسَ الرَدى فَصّ خاتَمٍ

وَلَم يُغنِها قَرعٌ لِسِنِّ التنَدّم

كَذاكَ نَرى الروسي إِن شاءَ رَبُّنا

يَخِرّ صَريعاً لِليَدَينِ وَلِلفَمِ