ولله ما هاجت لتونس أوبتي

وَلِلَّهِ ما هاجَت لِتونِسَ أَوبَتي

وَما هَمَلَت مِن أَجلِها سُبلُ عَبرَتي

وَما هيَّجَت أَشواقَها وَتأجَّجَت

وَما بَرِحَت تَزدادُ في كُلِّ لَحظَةِ

وَقَد طالَما أَصلَت فُؤادي عَلى لَظى

فراقٍ أَليمٍ كَي تُجَدّدَ مِحنَتي

وَما تُونِسٌ تَثني عِناني وَمَن بِها

وَلَكِنَّما بِئرُ الحِجارِ قَضيَّتي

سَقى اللَهُ ذاكَ الحَيّ صَوباً مِنَ الحَيا

وَحَيّا حَياةَ النَفسِ طيبَ تَحيَّةِ

وَخًصَّ فِناءَ الحِبِّ دارَ مُحَمَّدٍ

وَجادَ عَلَيها الصَوبُ لَكِن بِرَحمَة

فَلِلَّهِ ذاكَ الظَبيُ يَرتَعُ حَولَها

وَما راتِعٌ إِلّا بِجأشي وَمُهجَتي

فَيا سالِبَ الأَرواحِ حَتماً بِرِقَّةٍ

فَرُحماكَ رُحماكَ الدَنيفَ بِعَطفَةِ

وَيا طالَما أَفنى في حُبِّكَ روحَهَ

فَهَل تَعِدَن مُضناكَ مِنكَ بِرَوحَةِ

فَتوصِلُ مَقطوعَ السُرور بِأنسكُم

وَتَجمَعَ مَفروقَ الوِصالِ بِعِزمَةِ

أَهدي سَلاماً طابَ نَشرُ عَبيرِهِ

كَما طابَ ذِكراكُم إِليَّ بِصَفوَة

وَما جُدِّدَ الشَوقُ الكَمينُ بِقَولِنا

وَلِلَّهِ ما هاجَت لِتونِسَ أَوبَتي