ما بال هذا الفلك الجاني

ما بالُ هذا الفلكِ الجاني

نأى ولكنْ جَورُهُ دانِ

وليستِ الدُّنيا سوى قَحبةٍ

تَبرُزُ في الزينةِ للزاني

حتى إذا اغْترَّ بإقبالِها

مالتْ لإعراضٍ وهجرانِ

هذا عميدُ الملكِ وهو الذي

لم يَخلُ منهُ صدرُ ديوانِ

ولا نَضا طاعتًهُ مارِدٌ

إلاّ اكتَسى فروةَ خِذلانِ

ولا اعْتراهُ القِرن إلاّ رأى

غَضَنفراً في زيِّ إنسانِ

كأنَّ في خاتَمِهِ حيثُ ما

أَومى بهِ فصُّ سُليمانِ

شادتْ يدُ الدَّولةِ أركانَهُ

ثمَ هوى أعظمَ بُنيانِ

مفرَّقاً في الأرضِ أجزاؤُهُ

رهنَ قُرىً شتّى وبُلدانِ

جَبّ بخوارزمٍ مذاكيرَهُ

طُغرِلُ ذاك الملكُ الفاني

وجادَ مروَ الرُّوذَ من جيدِهِ

معصفرٌ مخضبُهُ قانِ

والشخصُ في كُنْدُرَ مُستبطَنٌ

وراءَ أرماسٍ وأكفانٍ

ورأسُه طار فلهْفي على

مَجْثمهِ في خَيرِ جُثمانِ

خَلّوا بنيسابورَ مَضمونَهُ

وقحفَه الخالي بكَرمانِ

والحكمُ للجبّارِ فيما قَضى

وكلَّ يومٍ هو في شان

فلا تُلَجِّجْ في غمارِ المُنَى

وارضَ بما يُمني لك الماني