ألما يكف في طللي زرود

أَلَمّا يَكفِ في طَلَلَي زَرودِ

بُكاؤُكَ دارِسَ الدِمنِ الهُمودِ

وَلَومُ الرَكبِ أَن حَيَّيتَ رَبعاً

تَغَيَّرَ بُعدَ مَعهَدِهِ الجَديدِ

وَمَن يَدعُ المَنازِلَ لا يُحَيّا

وَلَو أَنهُجنَ إِنهاجَ البُرودِ

تَجودُ بِأَدمُعٍ بَخُلَت رِجالٌ

بِهِنَّ وَما تُعارُ سَماعَ جودِ

وَنُلحى في مُواصَلَةِ الغَواني

وَما تُلحى الغَواني في الصُدودِ

عَجِبتُ لِحيرَتي وَضَلالِ رَأيي

وَكُنتُ أُرادُ لِلرَأيِ الرَشيدِ

وَمِن قَصضي لِرَأسِ العَينِ أَسعى

إِلى حَظِرٍ بِعَقوَتِها زَهيدِ

وَبَعضُ السَعيِ لِلمُرتادِ حَينٌ

وَبَعضُ الصُنعِ في بَعضِ القُعودِ

غُلِبتُ عَلى الصَوابِ وَصَفَّدَتني

ضَروراتُ المَطامِعِ وَالجُدودِ

وَما تَركي لِمَنبِجَ وَاِختِياري

لِرَأسِ العَينِ فِعلٌ مِن مَريدِ

وَما الخابورُ لي بَدَلاً رَضِيّاً

مِنَ الساجورِ لَو فُكَّت قُيودي

لَئِن أَكدى الشَآمُ فَلَستُ يَوماً

لِإِجداءِ العِراقِ بِمُستَزيدِ

وَغَلّاتُ الضَياعِ إِنِ اِستُبيحَت

فَلَيسَ تُباحُ غَلّاتُ القَصيدِ

أَلا أَنَّ اِبنَ عَبّاسٍ حَباني

بِنُعمى أَظهَرَت بُؤسَي حَسودي

فَتى العُربِ المُقَدَّمُ في المَعالي

عَلى مَدرِيِّها وَذَوي العَمودِ

وَسَيِّدُها الَّذي أَعطَتهُ حَقَّ ال

مُسَوَّدِ في الرِجالِ عَلى المَسودِ

تَراها حَيثُ كانَ إِذا رَأَتهُ

عُناةَ اللَحظِ خاضِعَةَ الخُدودِ

لَها الكَنَفُ الرَحيبُ بِساحَتَيهِ

وَطولُ مُعَرِّسِ الظِلِّ المَديدِ

تَعوذُ بِقِدحِها مَعَهُ المُعَلّى

وَأَنجُمِها بِدَولَتِهِ السُعودِ

لَنِعمَ مُناخُ أَنضاءِ المَطايا

عَسَفنَ إِلَيهِ بيداً بَعدَ بيدِ

وَحَشوُ كَتيبَةٍ جُعِلَت غِشاءً

لِعَينِ الشَمسِ مِن لَهَبِ الحَديدِ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ في الدَهرِ يَغدو

لِمُختَلِفاتِ صَوبٍ أَو صُعودِ

أَحَدُّ عَلى العَدُوِّ غِرارَ سَيفٍ

وَأَكرَمُ في الخُطوبِ نِجارَ عودِ

تَمَهَّلَ بَعدَ إِقصارِ المُسامي

وَتَسليمِ المُنافِسِ وَالحَسودِ

إِلى شَرَفٍ تَسامى مُرتَقاهُ

وَمَطلَعُهُ إِلى أَمَدٍ بَعيدِ

وَبَيتٍ في أَبي بَكرٍ مُنيفٍ

عَلى أَبياتِ جَعفَرَ وَالوَحيدِ

مَناقِبُ لا يَزالُ الشِعرُ فيها

طَوالَ الدَهرِ في شُغلٍ جَديدِ

وَأَلفَيتُ القَوافي كَالأَواخي

ضَمَنَّ غَوابِرَ الشَرَفِ التَليدِ

تُضَيَّعُ في الحَديثِ عَلى أُناسٍ

إِذا قَدُمَت وَتُحفَظُ في النَشيدِ

وَلَم يَدخَر لِأُسرَتِهِ كَريمٌ

عَتاداً مِثلَ قافِيَةٍ شَرودِ

تَمَيَّل وَزنُهُم بِبَني أَبيهِم

كَما مالَ المَوالي بِالعَبيدِ

أَبا موسى وَما بِكَ مِن نُبُوٍّ

عَنِ الحَقِّ المُلِمِّ وَلا جُمودِ

وَلا اِعتَدّوا عَلَيكَ بِخُلفِ وَعدٍ

وَلا نُقصانِ سَطوٍ عَن وَعيدِ

فَأَينَ بِحاجَتي عَن وَشكِ نُجحٍ

وَقَد أَوشَكتَ حاجاتِ الوُفودِ

يُدافِعُ مُسلِمٌ عَنها وَيَكني

عَنِ الإِقرارِ فيها بِالجُحودِ

يُحيلُ عَلى سَعيدٍ وَاِعتِمادي

عَلى مِئَتَيكَ لا مِئَتَي سَعيدِ