البيت مبني على أركانه

البَيتُ مَبنِيٌّ عَلى أَركانِهِ

وَالطِرفُ جارٍ في امتِدادِ عِنانِهِ

ياعاذِلَ الحَسَنِ بنِ وَهبٍ في اللُهى

مِن نَيلِهِ وَالغَمرِ مِن إِحسانِهِ

إِن كانَ شَأنُكَ ما أَراهُ فَإِنَّهُ

عاصٍ عَلَيكَ وَآخِذٌ في شَأنِهِ

لَن تَسبِقَ الريحَ الشَمالَ إِذا طَغَت

في الجَريِ مالَم تَجرِ في مَيدانِهِ

وَبِأَيِّما آبائِهِ لا يَكتَسي

مَجداً يَفوتُ الرَوضَ في أَلوانِهِ

أَبِوَهبِهِ وَسَعيدِهِ أَم قَيسِهِ

وَحُصَينِهِ أَم عَمرِهِ وَقَنانِهِ

لا المَجدُ بَينَهُم غَريبٌ زائِرٌ

بَل في مَحَلَّتِهِ وَفي أَوطانِهِ

ياصَيقَلَ الشِعرِ المُقَلَّدُ في الَّذي

يُختارُ مِن قَلعِيِّهِ وَيَمانِهِ

إِسمَعهُ مِن قَوّالِهِ تَزدَد بِهِ

عُجباً وَطيبُ الوَردِ في أَغصانِهِ

أَحسَنتُ فيهِ مُبَرِّزاً فَجَفَوتَني

وَتُبِرُّ أَقواماً عَلى اِستِحسانِهِ

هَل تُصغِيَن لِأَخٍ يَقولُ بِحالِهِ

مُتَعَتِّباً إِذ لَم يَقُل بِلِسانِهِ

نَزَلَت بِعَقوَتِهِ الخُطوبُ طَوارِقاً

فَتَخَوَّنَتهُ وَأَنتَ مِن إِخوانِهِ

ماكانَ غَرواً أَن يَضيعَ زِمامُهُ

لَو لَم تَكُن في عَصرِهِ وَزَمانِهِ

هَذا وَأَنتَ الحُجَّةُ البَيضاءُ في

إِكرامِهِ مِن وافِدٍ وَهَوانِهِ

وَمَتى رَآكَ الناسُ تَحرِمُهُ اِقتَدَوا

بِكَ غَيرَ مُرتابينَ في حِرمانِهِ

فَتَكونُ أَوَّلَ مانِعٍ مِن نَفسِهِ

ما أَمَّلَ العافي وَمِن جيرانِهِ

وَالأَرضُ تَبذُلُ في الرَبيعِ نَباتَها

وَكَذاكَ بَذلُ الحُرِّ في سُلطانِهِ

وَالعُرفُ بُنيانٌ فَمَن يَعدُ الرُبى

يُشرِف وَيَعفُ السَيلُ مِن بُنيانِهِ

وَاعلَم بِأَنَّ الغَيثَ لَيسَ بِنافِعٍ

لِلناسِ مالَم يَأتِ في إِبّانِهِ