برح بي الطيف الذي يسري

بَرَّحَ بي الطَيفُ الَّذي يَسري

وَزادَني سُكراً إِلى سُكري

وَنَشوَةُ الحُبِّ إِذا أَفرَطَت

بِالصَبِّ جازَت نَشوَةَ الخَمرِ

لِلَّهِ ما تَجني صُروفُ النَوى

عَلى حَديثِ العَهدِ بِالهَجرِ

مَهزوزَةُ القَدِّ إِذا ما اِنثَنَت

في مَشيِها مَهضومَةُ الخَصرِ

يَلومُني في حُبِّها مَن يَرى

أَنَّ لَجاجَ اللَومِ لا يُغري

لَم أَرَ كَالمُعتَزِّ في حِلمِهِ ال

وافي وَفي نائِلِهِ الغَمرِ

يُستَصغَرُ البَحرُ إِذا اِستُمطِرَت

يَدٌ لَهُ تُربي عَلى البَحرِ

عُلاهُ في أَقصى مَحَلِّ العُلا

وَفَخرُهُ في مُنتَهى الفَخرِ

بَينَ بَني المَنصورِ وَالكامِلِ ال

أَخلاقِ وَالسَجّادِ وَالحَبرِ

خَليفَةٌ تَخلُفُ أَخلاقُهُ ال

قَطرَ إِذا غابَ حَيا القَطرِ

جَنى النَدى مِن كَفِّهِ يُجتَنَي

وَماؤُهُ في وَجهِهِ يَجري

كَأَنَّما التاجُ إِذا ما عَلا

غُرَّتَهُ بِالدُرَرِ الذُهرِ

كَواكِبُ الفَكَّةِ في أُفقِها

دَنَت فَحَفَّت غُرَّةَ البَدرِ

يا واحِدَ الأَملاكِ مِن هاشِمٍ

وَسَيِّدَ الأَشرافِ مِن فِهرِ

أُعطيتَ أَقصى مُدَّةَ العُمرِ

مُمَتَّعاً بِالعِزِّ وَالنَصرِ

جَدَّدَ إِحسانُكَ لي دَولَتي

وَزادَ في جاهي وَفي قَدري

في كُلِّ يَومٍ مِنَّةٌ لا يَفي

بِبَعضِها حَمدي وَلا شُكري

إِن كُنتَ مُعدِيّاً عَلى ظالِمي

أَثرَيتُ أَو زِدتُ عَلى المُثري

ما صاحِبُ الديوانِ بِالمُرتَضى

وَلا الحَميدِ الفِعلِ في أَمري

أَخَّرَني عَن مَعشَرٍ كُلُّهُم

مُؤَخَّرٌ عَني وَعَن شِعري

يُجيبُني عَن غَيرِ قَولي إِذا

عاتَبتُهُ في الحينِ وَالشَهرِ

إِن كانَ يَدري فَهيَ أُعجوبَةٌ

وَخَزيَةٌ إِن كانَ لا يَدري

أَقَلُّ ما عُجِبُهُ الحَقُّ أَن

أُلحَقَ بِالدارِيِّ أَو نَصرِ