بعض هذا الملام والتفنيد

بَعضَ هَذا المَلامِ وَالتَفنيدِ

لَيسَ هَجرُ النَوى كَهَجرِ الصُدودِ

زَعَمَ العاذِلونَ أَنَّ الَّذي يُص

بيهِ نُجلُ العُيونِ غَيرُ رَشيدِ

كَذَبَ العاذِلونَ قَد يَحسُنُ الحُب

بُ بِمَن لَيسَ قَلبُهُ مِن حَديدِ

يا رُبوعَ الدِيارِ إِنّي عَلى ما

قَد أَراهُ مِنكُنَّ غَيرُ جَليدُ

أَخلَقَ الدَهرُ عَهدَكُنَّ وَلِلدَه

رِ صُروفٌ يَخلِقنَ كُلَّ جَديدِ

فَرَّقَت شَملَنا النَوى بَعدَما كُنّا

جَميعاً في ظِلِّ عَيشٍ حَميدِ

لَو تَرانا عِندَ الوَداعِ وَقَد لَوَّ

نَ سَكبُ الدُموعِ وَردَ الخُدودِ

حينَ ساروا بِغانِياتٍ وَسامٍ

آنِساتٍ حورِ المَدامِعِ غيدِ

يَتَلَفَّتنَ مِن بَعيدٍ وَيَنظِر

نَ اِستِراقاً إِلى المُحِبِّ العَميدِ

يَتَهادَينَ حَولَ مُحوَرَّةِ العَي

نَينِ مُصفَرَّةِ التَرائِبِ رودِ

أَعجَسلَتها النَوى فَما نِلتُ مِنها

طائِلاً غَيرَ نَظرَةٍ مِن بَعيدِ

سَوفَ أُعطي السُلُوَّ وَالصَبرَ ما أُم

نَعُ مِن طارِفِ الهَوى وَالتَليدِ

بِالمَهارى يَلبَسنَ ثَوباً جَديداً

مُستَفادَن في كُلِّ وَقتٍ جَديدِ

فَهِيَ طولَ النَهارِ بيضٌ وَطولَ ال

لَيلِ في أَقمُصٍ مِنَ اللَيلِ سودِ

طالِباتٌ في الغَوثِ غَوثاً سَكوباً

وَحَميدَن في آلِ عَبدِ الحَميدِ

جادَ حَتّى لَو اِستَزيدَ مِنَ الجَو

دِ لَما كانَ عِندَهُ مِن مَزيدِ

خُلقٌ يا مُحَمَّدُ اِبنُ حُمَيدٍ

حُزتَهُ عَن أُبُوَّةٍ وَجُدودِ

تَشهَدُ الحَربُ مِنكَ لَيثَ عَرينٍ

غَيرَ هَيّابَةٍ وَلا رِعديدِ

أَسَدٌ يَركَبُ السُيوفَ إِذا ما

قَلَّ تَحتَ السُيوفِ صَبرَ الأُسودِ

يَتَخَطّى فيها رِقابَ المَنايا

غَيرَ ما ناكِلٍ وَلا مَزؤودِ

في نَهارٍ مِنَ السُيوفِ مُضيءٍ

تَحتَ لَيلٍ مِن مُستَثارِ الصَعيدِ

وَعَوانٍ تُحَلُّ تَحتَ وَغاها

عُقدَةُ الفارِسِ الشُجاعِ النَجيدِ

يَخرَسُ الدارِعونَ فيها فَما يُس

مَعُ فيها إِلّا كَلامُ الحَديدِ