ما لها أولعت بقطع الوداد

ما لَها أولِعَت بِقَطعِ الوِدادِ

كُلَّ يَومٍ تَروعُني بِالبِعادِ

ما عَلِمتُ النَوى وَلا الشَوقَ حَتّى

أَشرَقَت لي الخُدورُ فَوقَ النِجادِ

فَوَقَفنا عَلى الطُلولِ يَفيضُ ال

لُؤلُؤُ الرَطبُ مِن عُيونٍ صَوادِ

في رِياضٍ قَدِ اِستَعارَ لَها الوَب

لُ رِداراً مِنِ اِبتِسامِ سُعادِ

وَسُعادٌ غَرّاءُ فَرعاءُ تَسقي

كَ عُقاراً مِنَ الثَنايا البُرادِ

نَكَرتِني فَقُلتُ لا تَنكِريني

لَم أَحُل عَن خَلائِقي وَإِعتِيادي

إِن تَرَيني تَرَي حُساماً صَقيلاً

مَشرِفِيّاً مِنَ السُيوفِ الحِدادِ

ثانِيَ اللَيلِ ثالِثَ البيدِ وَالسَي

رِ نَديمَ النُجومِ تِربَ السُهادِ

كُلِّمَ الخِضرُ لي فَصَيَّرَني بَع

دَكِ عَيناً عَلى عِيارِ البِلادِ

لَيلَةٌ بِالشَآمِ ثُمَّت بِالأَه

وَزِ يَومَن وَلَيلَةً بِالسَوادِ

وَطَني حَيثُ حَطَّتِ العيسُ رَحلي

وَذِراعي الوِسادُ وَهُوَ مِهادي

لي مِنَ الشِعرِ نَخوَةٌ وَاِعتِزازٌ

وَهُجومٌ عَلى الأُمورِ الشِدادِ

فَإِذا ما بَنَيتُ بَيتاً تَبَختَر

تُ كَأَنّي بَنَيتُ ذاتَ العِمادِ

أَو كَأَنّي أَحوكُ حَوكَ زِيادِ

أَو كَأَنّي أَبي دُؤادِ الإِيادي

لي مُعينانِ هِمَّةٌ وَاِعتِزازمٌ

تِلكَ مِن طارِفي وَذا مِن تِلادي

لي نَديمانِ كَوكَبٌ وَظَلامٌ

لا يَخونانِ صُحبَتي وَوِدادي

لي مِنَ الدَهرِ كُلَّ يَومٍ عَناءٌ

فُرقَتي مَعشَري وَقِلَّةُ زادي

ما حَديثي إِلّا حَديثُ كُلَيبٍ

وَبُجَيرٍ وَالحارِثُ إِبنِ عُبادِ